من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في سياق مقابلة خاصة أدلى بها إلى مراسلة صحيفة "هآرتس" في الولايات المتحدة، ناتاشا موزغوفيـا، أنه استمد تشجيعاً كبيراً من تنازل الرئيس الأميركي، باراك أوباما، عن مطلب تجميد الاستيطان في المناطق [المحتلة] بصورة مطلقة، ومن موافقة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، على حضور قمة نيويورك الثلاثية [أوباما، عباس، نتنياهو]، وتراجعه عن الشروط التي كان وضعها لاستئناف اللقاءات مع إسرائيل.
· من ناحية أخرى، اقتبس نتنياهو من أقوال أوباما ما يتعلق باعتبار إسرائيل دولة يهودية، ومديحه عملية إزالة بعض الحواجز العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، كي يؤكد أن ذلك يعبر عن تأييد لسياسة حكومته. وفي الوقت نفسه، خفف نتنياهو من وطأة تصريحات أوباما المتعلقة بعدم شرعية المستوطنات، وتأكيده أن إقامة الدولة الفلسطينية ستضع حداً للاحتلال الإسرائيلي منذ سنة 1967، واصفاً ذلك بأنه تكرار لمواقف أميركية قديمـة.
· من الطبيعي أن يحرص نتنياهو على تأكيد نقاط اتفاقه مع أوباما، وأن يحاول التخفيف من حدة الخلافات القائمة بينهما، فهذا هو نهج السياسيين، وخصوصاً رؤساء الحكومة في إسرائيل، الذين يعتمدون أساساً على التأييد الأميركي، غير أن فرحة الانتصار، التي تبدو من تصريحاته، تثير القلق الشديد.
· لقد ذهب نتنياهو إلى قمة نيويورك وسيعود منها اليوم، من دون استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، كما أن لقاءه مع أوباما وعباس لم يسفر عن أي اتفاقات أو نتائج عملية تبعث الأمل بإمكان حل النزاع، وإنما أجّج الخلافات وعمّق عدم الثقة بين الجانبين [الإسرائيلي والفلسطيني]. صحيح أن نتنياهو يتحدث عن السلام كثيراً، غير أنه في ممارساته العملية يبدو أقرب إلى تقويمات وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، الذي ما انفك يؤكد أنه لا يمكن التوصل إلى تسوية على أساس "دولتين لشعبين".
· علاوة على ذلك كله، فإن قيام نتنياهو (حتى من خلال أحاديث مع مقربين منه) بتصوير أوباما كرئيس ضعيف تراجع بسرعة أمام رفض إسرائيل تجميد الاستيطان، وقيامه بتصوير عباس كرافض للسلام، يمكن أن يكسبه تأييد حزب الليكود واليمين الإسرائيلي عامة، لكنه بمواقفه يخاطر بتفويت فرصة كبيرة، ناجمة عن انتخاب أوباما، من أجل استئناف عملية السلام، وإيجاد حل للنزاع الإسرائيلي ـ العربي. كما أن قيامه بتصوير توسيع الاستيطان في المناطق [المحتلة] على أنه إنجاز، يتناقض مع المصلحة الإسرائيلية العليا الكامنة في إنهاء الاحتلال وتقسيم البلد. بناء على ذلك، فإن "انتصار" نتنياهو الموقت من شأنه أن يكون خسارة كبيرة لدولة إسرائيل.