تراجع الصادرات العسكرية الإسرائيلية من الطائرات من دون طيار
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- كانت إسرائيل تعتبر في السنوات الأخيرة أكبر مصدّر في العالم للطائرات من دون طيار. وأظهرت دراسة أجريت في وقت سابق من هذا العام ["هآرتس"، 19/5/2013] أن قيمة صادرات إسرائيل من الطائرات من دون طيار على مدى عقد تقريباً، بلغت بلايين الدولارات [4,6 بلايين دولار خلال ثمانية أعوام]. لكن، وعلى الرغم من ذلك، يخشى مسؤولون في الصناعات العسكرية الإسرائيلية تغييراً في هذا المنحى بسبب خفض الميزانيات العسكرية في مختلف دول العالم من جهة، وازدياد المنافسة في أسواق طائرات الاستطلاع من دون طيار من جهة ثانية.ن إسرائيل قم
- فقد خسرت الصناعات العسكرية الإسرائيلية عطاءين مهمين في العام الماضي – في فرنسا وهولندا- بعد أن فضلت الدولتان شراء طائرات استطلاع من دون طيار من طراز إم كيو-9 ريبر (MQ-9 Reaper) من إنتاج شركة "جنرال أتوميكس" الأميركية. فبحسب وكالة الصحافة الفرنسية (AFP)، قررت فرنسا شراء 12 طائرة إم كيو-9 ريبر بكلفة 890 ميلون دولار، للتجسس على مقاتلي تنظيم القاعدة في شمال مالي، في حين تنوي هولندا شراء أربع طائرات من هذا الطراز وفق ما نشر على موقع إلكتروني هولندي.
- وشهد هذا العام [2013] تراجعاً في عدد صفقات الأسلحة بين إسرائيل والدول الأخرى حسبما أظهرته بيانات الشركات العسكرية الإسرائيلية. ولم يوقَّع هذا العام سوى عدد محدود من صفقات الأسلحة حسبما أفادت جهات مطلعة في هذه الشركات. وأضافت هذه الجهات أنه لم تسجل هذا العام أي صفقة كبيرة على غرار الصفقة التي أبرمت في العام 2012 وباعت بموجبها إسرائيل إلى الهند أسلحة ببليون دولار تقريباً.
- ومع ذلك، يشير مسؤولون إلى أنه لا يزال هناك عطاءان لم يجر اتخاذ قرار بشأنهما في كل من سويسرا وألمانيا، وأن "الصناعات الجوية الإسرائيلية" (IAI) وشركة "إلبيت معراخوت"، من بين شركات إسرائيلية عديدة تقدمت للعطاءين. بيد أن موقع "شبيغل أونلاين" الإلكتروني الألماني أورد الأسبوع المنصرم خبراً مفاده أن المسؤولين الألمان يميلون إلى شراء طائرات أميركية من طراز "ريبر".
- وتعقيباً على ذلك، يقول يعقوب بارانس الذي يعمل في شركة "فروست آند سوليفان" الاستشارية، إن التطورات الأخيرة لا تعني بالضرورة خروج إسرائيل من هذه السوق، موضحاً أن "للصناعات العسكرية الإسرائيلية مكانة ترتكز على القدرات التكنولوجية المتراكمة على مر السنين، ولذلك لا يمكن إطاحتها بسهولة". ويقول بارانس إن السوق تغيرت كثيراً. ويشرح كيف استفادت الشركات الإسرائيلية في البداية من ابتكاراتها، وبالتالي فازت في العطاءات لأنها كانت أول من يعرض منصات غير مأهولة. لكن منذ ذلك الحين، حققت الشركات الأميركية والأوروبية إنجازات تكنولوجية. ويضيف: "في الماضي، كان هناك عدد قليل من اللاعبين، لكن حاضراً اشتدت المنافسة كثيراً".
- ويتجلى تغير السوق اليوم في دفاتر شروط العطاءات نفسها التي أصبحت تشترط تقديم خدمات متنوعة، ونقل جميع المعلومات المتصلة بالتكنولوجيا المستخدمة، بالإضافة إلى شروط مسبقة أخرى مثل التعاون مع المصنّعين المحليين.
- وكانت شركة "فروست آند سوليفان" الاستشارية صنفت إسرائيل في العام الفائت على أنها رائدة عالمياً في تصدير الطائرات من دون طيار. لكن يعقوب بارانس يؤثر الحذر في الوقت الحاضر. وهو يرى أن "الصناعات الإسرائيلية استجابت لمتغيرات السوق فأصبحت تركز حالياً على مناطق جغرافية أخرى، وعلى أسواق كانت تعتبر غير تقليدية في السابق مثل سوق الاستخدامات غير العسكرية".