الموساد نفذ عمليات اغتيال في دول أكثر تعقيداً من دبي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       حتى لو نفت إسرائيل، وهي بالتأكيد لن تنفي ذلك، فإن الاعتقاد السائد لدى وسائل الإعلام والرأي العام في العالم أجمع هو أن جهاز الموساد الإسرائيلي يقف وراء عملية اغتيال [المسؤول العسكري في حركة "حماس"] محمود المبحوح في دبي. وهذا الاعتقاد يعود أساساً إلى الصورة المرتسمة لجهاز لاستخبارات الإسرائيلية الخارجية، والتي تكونت نتيجة عشرات العمليات المماثلة، التي تم عزوها إلى هذا الجهاز.

·       وفي واقع الأمر، فإن جهاز الموساد يعمل، منذ ستينيات القرن الفائت، على اغتيال قادة "إرهابيين" أو أشخاص يعتبرون خطراً على أمن إسرائيل. والقائمة طويلة، بدءاً بالعلماء الألمان في مصر، مروراً بمجرمين نازيين والعالم البلجيكي جيرالد بول، الذي عمل مع [الرئيس العراقي السابق] صدام حسين، وعلماء عملوا في المشروع النووي الإيراني، وانتهاء بقادة منظمات "إرهابية" وناشطين مركزيين في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية وحزب الله و"حماس" مثل محمود المبحوح.

·       ويمكن القول إن اختيار دبي لم يكن شاذاً، فقد سبق أن عمل جهاز الموساد في جمع معلومات استخباراتية، وقام بتنفيذ عمليات اغتيال، في أماكن أكثر تعقيداً، مثل لبنان وسورية وإيران، وفقاً لما نشرته وسائل الإعلام الأجنبية.

·       وبموجب ادعاء محمود الزهار، أحد كبار المسؤولين في "حماس"، فإن هذا الجهاز استغل زيارة وزير البنى التحتية الإسرائيلية، عوزي لانداو، لأبو ظبي، من أجل تنفيذ عملية اغتيال المبحوح. ويبدو أن هناك أساساً من الصحة لهذا الادعاء، ففي سنة 1961 تمت الاستعانة بطائرة وزير الخارجية الإسرائيلي، أبا إيبان، التي حطت في بوينس أيرس، من أجل تهريب المجرم النازي أدولف أيخمان من الأرجنتين إلى إسرائيل.

·       مهما يكن، فإنه في حال عدم إلقاء القبض على منفذي عملية اغتيال المبحوح، وفي حال عدم العثور على أي آثار يمكن أن يكونوا تركوها وراءهم، فإن هذه العملية ستعتبر ناجحة. ولا شك في أن نجاحها سيكون في مصلحة رئيس الموساد، مئير دغان، الذي أصبح يحظى بسمعة رجل العمليات الحازم، الذي نجح في القيام بعمليات اغتيال جريئة أكثر من أسلافه كافة.