· في الأسبوع الفائت أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أن خطر تحول إسرائيل إلى دولة غير يهودية وغير ديمقراطية أكبر كثيراً من خطر المشروع النووي الإيراني. وبما أن تقويم باراك بشأن الخطر الكامن في المشروع النووي الإيراني، بحكم المنصب الذي يشغله، هو تقويم مستند إلى معلومات موثوق بها للغاية، فإن السؤال الذي لا بُد من طرحه هو: لماذا صنف قائمة الأخطار التي تتهدد إسرائيل على هذا النحو، وهل يمكن مقارنة خطر القنبلة النووية الإيرانية بأي خطر آخر؟
· إن ما يمكن افتراضه، فيما يتعلق بالمشروع النووي الإيراني، هو أن وزير الدفاع يتوقع حدوث أحد هذه الاحتمالات: أولاً، أن ترتدع إيران فلا تنتج قنبلة نووية؛ ثانياً، أن تحاول إنتاج قنبلة نووية، لكن أن تؤدي المقاطعة الدولية وعمليات إسرائيل السرية إلى عرقلة إنتاج القنبلة في آخر لحظة، في انتظار أن يلي ذلك تغيير السلطة في طهران؛ ثالثاً، أن تتعرض إيران للهجوم قبل استكمال إنتاج القنبلة النووية؛ رابعاً، أن تنجح في إنتاج قنبلة نووية وصواريخ ذات رؤوس نووية، لكن عندها يحدث توازن في الرعب يحول دون قيامها باستعمالها.
· بشكل عام يمكن القول إن الفارق بين الخطرين المذكورين هو ما يلي: في حال سقوط قنبلة نووية علينا فإن ذلك سيؤدي إلى كارثة كبيرة، غير أن احتمالات حدوث مثل هذا الأمر هي احتمالات ضئيلة للغاية، أمّا في حال عدم انفصالنا عن الفلسطينيين فإن ذلك يعني، في آخر المطاف، نهاية إسرائيل كدولة يهودية، وإذا لم تحافظ إسرائيل على طابعها اليهودي فإن ذلك يعني نهاية مشروع هيرتسل.