من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· منذ أن كُشف النقاب عن ظروف موت [المسؤول العسكري في حركة "حماس"] محمود المبحوح، فإن مشاعر الضيق تبدو واضحة على وجوه كبار المسؤولين في حركة "حماس"، وقد وعد رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، ونائبه موسى أبو مرزوق، وغيرهما، بالانتقام لمقتل المبحوح.
· غير أن هذا الضيق ليس ناجماً عن اغتيال المبحوح فحسب، بل أيضاً عن سلسلة من التطورات المهمة التي حدثت في المنطقة في الآونة الأخيرة، والتي أدت إلى حشر "حماس" في الزاوية، وإلى إضعافها شعبياً وسياسياً، وفي نهاية المطاف عسكرياً أيضاً.
· فمنذ أشهر طويلة، بدأت مكانة "حماس" تتراجع بين أوساط الجمهور الفلسطيني العريض، وذلك جرّاء فشلها المتكرر في تنفيذ وعودها. ولا شك في أن عملية اغتيال المبحوح فاقمت شعور هذا الجمهور بأن هذه حركة يمكن مسها، فضلاً عن كونها مخترقة من جانب الاستخبارات الإسرائيلية.
· في الوقت نفسه، فإن تعهد "حماس" بإطلاق مئات الأسرى الفلسطينيين في مقابل [الجندي الإسرائيلي الأسير] غلعاد شاليط لم يتحقق حتى الآن، في حين أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لا يزال متمسكاً بموقفه المتعنت الذي يمكن أن يؤجل تنفيذ صفقة تبادل الأسرى فترة طويلة.
· كما أن مصر تخلت عن محاولاتها الرامية إلى الوساطة بين "فتح" و"حماس"، ولذا، فإن المصالحة المطلوبة بين الحركتين، والتي تعتبر مهمة للغاية بالنسبة للجمهور الفلسطيني العريض، آخذة في الابتعاد.
· وفي داخل قطاع غزة نفسه، فإن مظاهر تمرد الفصائل الأصولية، مثل القاعدة، على "حماس"، بدأت تزداد، ويدّعي مسؤولو هذه الفصائل أن الحركة أصبحت جزءاً من حرس الحدود الإسرائيلي، بسبب محاولاتها منع إطلاق صواريخ القسّام على إسرائيل.
· وعلاوة على ذلك كله، فإن إقامة "الجدار الفولاذي" المصري تعتبر خطراً يحوم فوق مستقبل سلطة "حماس" في غزة.
· إزاء هذه الأوضاع كلها، فإن "حماس" ستحاول القيام بعمل ما، ومن المنطقي الافتراض أنها لن تكتفي بعرض صور عن الضائقة المتفاقمة في قنوات التلفزة، وإنما ستحاول أيضاً القيام بأعمال استفزازية قبل أن يستكمل المصريون إقامة الجدار. ولا شك في أن الحركة لا يمكنها التسليم ببناء هذا الجدار الذي سيؤدي إلى وقف عمليات تهريب الوسائل القتالية إليها، وإلى تدهور الأوضاع المعيشية لسكان قطاع غزة كافة. ولذا، فإنها ستحاول، حتى نهاية العام الحالي، تغيير المعادلة ميدانياً. وبناء على ذلك، فإننا، على ما يبدو، أمام مفارقة كبيرة فحواها أن بناء الجدار المصري ربما يؤدي إلى توريط إسرائيل في مواجهة عسكرية أخرى مع "حماس".