من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· يبدو أن التكتيك الجديد الذي بدأ المستشارون الإعلاميون لرئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، في اتباعه، هو تسليط الضوء على صورته الإيجابية، باعتباره متزنًا، ومخلصًا لعملية السلام وأمن إسرائيل في الوقت نفسه. وفي هذا الإطار، صدرت الدعوة الى حضور جلسة المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، التي عُقدت يوم الأربعاء الماضي [23/7/2008]، وجرى التداول خلالها في خطر القاعدة والجهاد [الإسلامي] العالمي.
· كانت ذريعة عقد هذه الجلسة هي قيام أجهزة الأمن الإسرائيلية باعتقال خليِّتين من صفوف عرب إسرائيل وسكان القدس الشرقية اشتبه في أن أعضاءهما خططوا للقيام بعمليات "إرهابية" بوحي من أيديولوجيا تنظيم القاعدة. لكن إذا ما تفحصنا الوقائع، لوجدنا أنها تشير إلى وجود تنظيمين محليين عفويين لم يُقدِما على أكثر من استعمال البريد الإلكتروني. وبناء على ذلك، فإن المطلوب هو زيادة حملة التعقب السرية لمثل هذه التنظيمات، لا عقد جلسة خاصة للمجلس الوزاري المصغر، ولا جعل نشاط الجهاد [الإسلامي] العالمي في رأس سلم الأولويات الوطنية لإسرائيل، بحسب ما صرّح رئيس الحكومة.
· صحيح أن العناصر الأمنية التي دُعيت إلى هذه الجلسة، مسؤولة عن استشراف المخاطر، غير أنها تستهول الأمور أحياناً. إن في إمكان رئيس حكومة متزن فعلاً أن يرى الأمور على حقيقتها، وأن يركز جهوده على ما هو واقعي، لكن يبدو أن رئيس الحكومة الحالية الواقع تحت وطأة حصار لا قبل له به، سيبالغ في تضخيم أي خطر مهما يكن.