الشبهات الجنائية لم تعد عارًا
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       مرت على إسرائيل أيام اعتُبرت فيها الشبهات الجنائية والتحقيقات البوليسية [مع مسؤولين رفيعي المستوى] أمرًا معيبًا ومخزيًا. غير أن هذه الأيام لم تدم طويلاً، إذ سرعان ما تغلغل الفساد إلى المؤسسة السياسية الإسرائيلية بقوة، متخذاً صوراً عدة، سواء عبر عناصر جنائية عملت في تجنيد مقترعين للانتخابات التمهيدية [في الأحزاب الكبرى]، أو عبر اتساع العلاقة بين المال والسلطة.

·       يشير الصحافي أرييه أفنيري، في كتابه "اِبكِ يا بلدي الفاسد" [الصادر حديثًا]، إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، خضع على مدار حياته السياسية لـ 18 تحقيقًا بوليسيًا، غير أن ذلك لم يمنعه من التقدم في سلم المناصب الرسمية، ولم يمنع [رئيس الحكومة السابق] أريئيل شارون من أن يختاره ساعدًا أيمن خلال تنفيذ خطة الانفصال عن غزة [سنة 2005].

·       إن ما يحدث مؤخرًا هو أن السياسيين في إسرائيل يعلنون الحرب على مؤسسات فرض القانون، علاوة على أنهم ما عادوا يشعرون بالخزي من تعرضهم لشبهات جنائية وتحقيقات بوليسية.

·       إن أولمرت يدرك أن نهايته أصبحت وشيكة، غير أنه يماطل في ترك منصبه، ويشن هجمة على مؤسسات فرض القانون، من أجل أن ينقذ جلده ويصفي حساباته الشخصية، وذلك على الرغم من أن استطلاعات الرأي العام تشير إلى أنه بات في أسفل الدرك، من حيث ثقة الجمهور العريض باستقامته الشخصية وأدائه كرئيس حكومة.