- تضع وفاة يولي عوفر بالأمس، بعد ثلاثة أشهر على وفاة شقيقه سامي، إمبراطورية الأسرة على مفترق طرق. فمنذ سنة 2002 شرع الأخوان العصاميان، اللذان بدآ حياتهما كمزوّدي وجبات الطعام في مرفأ حيفا، في توزيع معظم الشركات التي أنشآها خلال 50 عاماً على أبنائهما. وتملك الأسرة مجتمعة شركة السفن الدولية "عوفر سفانوت"، بالإضافة إلى شركات شحن دولية متعددة، وشركة الشحن الإسرائيلية تسيم، وشركة البنى التحتية OPC التي تبني محطة الطاقة روتام في النقب، وربع أسهم بنك مزراحي ـ تِفاحوت، وشركة "كميكاليم ليسرائيل" مالكة مصانع البحر الميت ومصانع البروم والمغنيزيوم في النقب، وعوفر للاستثمارات مالكة الشركة العقارية Melisron والشركة المتفرعة عنها بريتيش - يسرائيل، وشركة التكنولوجيا العليا تاور سيمي كوندكتور، ومعامل تكرير النفط في حيفا، ومبادرة Better Place، وعقارات عديدة في إسرائيل والخارج (في أوروبا الشرقية والغربية، وفي الولايات المتحدة الأميركية).
وباختصار، تمسك الأسرة بقسم مؤثر من مقدرات الاقتصاد الإسرائيلي، وبإمبراطورية تجارية متشعبة، وبثروات طائلة.
- شيّد الأخوان يولي وسامي عوفر القسم الأكبر من إمبراطوريتهما بفضل شرائهما للشركات الحكومية التي تم تخصيصها في إسرائيل، مثل بنك مزراحي، وشركة مصانع إسرائيل الكيميائية "كميكاليم ليسرائيل"، وأسطول الشحن البحري (تسيم)، والشركة الحكومية لتكرير النفط (بازان)، بالإضافة إلى العقارات. وتلقت الأسرة مساعدة كبيرة من مركز الاستثمارات التابع لوزارة الصناعة والتجارة. وتمت الصفقات بين الأسرة والدولة بطريقة مثيرة للجدل وللانتقاد، بصفتها إهداراً للمال العام.
- ومن الأمثلة على هذه الصفقات المشبوهة: خصخصة أسطول الشحن البحري (تسيم) [سنة 2004: حين قُلبت الأرقام]، وتمديد فترة امتياز "هحفرا ليسرائيل" (الشركة الأم لـ "كميكاليم ليسرائيل" مالكة مصانع البحر البيت) الأمر الذي أدى إلى خسارة الدولة نصف مليار شيكل، وما زالت مصانع الشركة الكيميائية ومعاملها لتكرير النفط تثير عاصفة من الشكاوى جراء تلويثها للبيئة، وتشغيلها لعمال بصورة غير قانونية، ودفعها لمبالغ أقل بكثير من مستحقاتها للدولة كتعويض عن استغلالها الثروات الطبيعية للبلد.
- إن غضب المجتمع المدني من ممارسات أسرة عوفر سابق للاحتجاج الاجتماعي الحالي، لكنه تضاعف بفعل حركة الاحتجاج. ولم تنفع تبرعات الأسرة إلى المؤسسات الخيرية المتعددة، وتحسين شروط عمل العمال القانونيين، في ترميم صورة الأسرة، لا بل أعطت نتيجة معاكسة.
- وكانت علاقة الأخوة عوفر بوسائل الإعلام سيئة، خلافاً لملوك المال الآخرين. ويبدو أن السياسيين والمسؤولين الكبار الذين كانوا يتسابقون على التقرب من الأسرة، يتنافسون اليوم على من يقسو عليها أكثر، في وقت بدأت فيه بعض شركات الأسرة تشهد تعثراً، وعلى رأسها شركات الشحن والشركات العقارية التي طالتها الأزمة العالمية.
- بالإضافة إلى تحقيق البنك المركزي في قانونية تمويل بنك مزراحي لعملية دمج الشركات العقارية التي تملكها أسرة عوفر في إسرائيل والخارج، وإلى اهتمام لجنة تراختنبرغ بإعادة تقويم مستحقات شركة "كميكاليم ليسرائيل" للدولة، ومطالبتها بالمساهمة في تمويل إنقاذ البحر الميت من التلوث، فإنه من المتوقع أن تباشر لجنة مكافحة الاحتكارات التي شكلها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قبل حركة الاحتجاج الاجتماعي، عملها للحد من تعملق أسرة عوفر وغيرها من الأسر الكبرى.
|