ينبغي إيجاد حل لمشكلتنا مع تركيا [ليس مهماً ما قاله أردوغان في القاهرة، وإنما المهم ما لم يقله
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

  • إن الناس الذين توقعوا رؤية تركية عن أوباما، أو سلطاناً عثمانياً، أو قائداً عسكرياً يعلن الحرب على إسرائيل، خاب أملهم. فالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي وصل إلى القاهرة مع وفد مرافق ضم 280 وزيراً ومستشاراً ورجل أعمال، وقّع اتفاقيات تجارية مشتركة مع مصر، وأعلن دعمه إقامة دولة فلسطينية، منتقداً بشدة إسرائيل "لأنها لا تعرف طريق السلام."

     
  • في الأمس، كان لأردوغان ظهوران عامان: الأول، عندما ألقى خطاباً في الجامعة العربية في القاهرة أمام وزراء الخارجية العرب، والثاني، خلال مؤتمر صحافي كان معداً لمخاطبة الأمة العربية، لكنه اقتصر على الإجابة عن بعض الأسئلة.

     
  • وظهرت إسرائيل خلال اللقاءين كأبرز عقبة في وجه السلام في المنطقة، إذ حرص أردوغان على ذكر المواطنين الأتراك التسعة الذين قُتلوا في أثناء مهاجمة الكومندوس الإسرائيلي سفينة مافي مرمرة في طريقها إلى قطاع غزة، كما ذكر الجنود المصريين الذي قُتلوا عقب العملية الإرهابية قرب إيلات.

    وقال أردوغان: "إن عقلية الحكومة الإسرائيلية هي عقبة في وجه السلام." ولم يأت على ذكر العقوبات التي فرضتها تركيا على إسرائيل، لكنه كرر المطالب التركية لإعادة العلاقات الطبيعية مع إسرائيل، وهي: رفع الحصار عن غزة، وتقديم اعتذار عن قتل المواطنين الأتراك على سفينة مافي مرمرة، ودفع تعويضات لأسرهم.

     
  • واعتبر أردوغان الدول التي لا تساعد في رفع الحصار عن غزة "شركاء في الجريمة"، وكان يقصد في كلامه الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، والتي كان أدان قبل أيام تجاهلَها مقتل المواطنين الأتراك. كما لمّح إلى بعض الدول العربية التي لا تفعل ما في وسعها لرفع الحصار.

     
  • وشدد أردوغان على أن الاعتراف بدولة فلسطينية "ليس خياراً بل هو واجب."

     
  • وعلى الرغم من مقاطعة وزراء الخارجية العرب خطاب أردوغان بالتصفيق مراراً، لوحظ اصفرار بعض الوجوه عندما قال أردوغان: "تربط الأتراك والعرب صلات الأخوة منذ مئات الأعوام، والثقافة والإيمان نفسهما."

     
  • لكن ما لم يقله أردوغان هو بأهمية ما قاله، فهو لم يغلق الباب في وجه ترميم العلاقات مع إسرائيل، ولم يحدد نيات تركيا إزاء حماية حرية الحركة في البحر الأبيض المتوسط، ولم يتبجّح بشأن طرد السفير الإسرائيلي من أنقرة، كذلك لم يضع الملح على جروح مصر في مسألة اقتحام السفارة الإسرائيلية في القاهرة.

     
  • ومع ذلك، فإنه من الخطأ التركيز على تقويم زيارة أردوغان لمصر، أو على أهمية تركيا في المنطقة، وحريّ بإسرائيل التركيز على مشكلتها "الشخصية" مع تركيا التي ينبغي أن تجد لها حلاً.