المقاربة الإسرائيلية المطلوبة إزاء الخطر النووي الإيراني
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       إن سلسلة ردات الفعل الإسرائيلية الأخيرة على تهديدات الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، بالقضاء على إسرائيل، تعكس عصبية وسلوكاً أهوج، لا برودة أعصاب أو ضبطاً للنفس. هناك احتمالان لتفسير ما يحدث: إمّا أن سلسلة ردات الفعل هذه غير مخططة، وناجمة عن مبادرات لا صلة بينها، وإمّا أنها وسيلة تهيئة حقيقية لحالة يتهدد الخطر فيها وجود إسرائيل فعلاً.

·       إذا كان الاحتمال الأول صحيحاً، فهذا يعني أن التسيب الحكومي بلغ ذروة غير مسبوقة، وبات ينطبق على أكثر شؤون الدولة حساسية. وإذا كان الاحتمال الثاني هو الصحيح، فإنه يعني أن المعادلة، التي يجري العمل بموجبها لمواجهة خطر يهدد بقاء الدولة، إنما تطبق بمبالغة لا تتلاءم مع خطر أمني يهدد البقاء.

·       مهما يكن الأمر، فإن النتيجة ليست جيدة. فمن جهة، يبدو العالم كما لو أنه يسعى لمصالحة إيران، أمّا من الجهة الأخرى، فيُنظر إلى إسرائيل كما لو أنها مرعوبة، بصورة مبالغ فيها. إن السلوك الحكومي الإسرائيلي في هذا الشأن يثير الحنين إلى المقاربة التي عبر عنها رئيس الموساد السابق، إفرايم هليفي، الذي قال في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي: "إن الخطر الإيراني كبير غير أنه لا يهدد الوجود. دولة إسرائيل عصية على التدمير".

·       ينبغي للخطوات التي تتخذها إسرائيل أن تحرك الرئيس الأميركي في اتجاه تجنيد الأسرة الدولية من أجل كبح تخصيب اليورانيوم في المنشآت النووية الإيرانية، لا أن تضع الولايات المتحدة في موقف الصديق الوحيد الذي سيقف إلى جانب إسرائيل، في حالة تعرضها لهجوم من طهران.