تقارب سورية من الغرب لا ينطوي على بشائر جيدة لإسرائيل
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

·       بقيت أربع صور من الأسبوع الفائت محفورة في ذاكرتي. الأولى في باريس، وهي صورة جمهور غفير اصطف على جانبي جسر ألكسندر فوق نهر السين وأخذ يلوّح بالأعلام السورية لموكب الرئيس السوري، بشار الأسد، لدى مروره من هناك وهو في طريقه إلى قصر الرئاسة الفرنسية.

·       الثانية هي صورة بشار الأسد وهو واقف على منصة الشرف في ساحة الكونكورد في باريس، في يوم ذكرى الثورة الفرنسية (14 تموز/ يوليو). وفي اليوم نفسه شاهدت الصورة الثالثة، وهي لوليد جنبلاط، أحد أبرز قادة المعسكر اللبناني الموالي للغرب، وهو يقول عبر مقابلة تلفزيونية إنه "ما كان يتعين على [الرئيس الفرنسي] نيكولا ساركوزي أن يستقبل الأسد في باريس". أمّا الصورة الرابعة فكانت لجنبلاط أيضاً، وهو يعانق، يوم الخميس الماضي، ابن طائفته سمير القنطار، ويلقي كلمة مكتوبة يكيل فيها المديح لحزب الله و"المقاومة".

·       ما هو القاسم المشترك لهذه الصور الأربع جميعها، إذا ما أضفنا إليها التصريحات التي أدلى الأسد بها إلى وسائل الإعلام؟ أولاً، أن "محور الشرّ"، الذي يطلق على نفسه اسم "محور المقاومة" (إيران؛ سورية؛ حزب الله؛ "حماس")، يتظاهر بأن كفته هي الراجحة، في المواجهة بينه وبين الدول العربية التي تسمى معتدلة. فهو يجسد واقع أنه يستطيع أن يحظى بالتقارب مع الغرب، وعلى رأسه أوروبا، من دون أن يليّن مواقفه، أو أن يتراجع عن طريق "المقاومة" قيد أنملة.

·       ثانياً، أن سورية لا تأتي إلى الغرب كي تنفصل عن إيران، وإنما كي تكون وسيطاً بين أوروبا وإيران، من أجل دمج هذه الأخيرة في مسار الحوار مع الغرب. إن هذا الأمر لا ينطوي على أي بشائر جيدة لإسرائيل.