هل نحن على طريق انتفاضة ثالثة؟
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·       هناك أكثر من عامل يمكن أن يؤدي إلى نشوب انتفاضة ثالثة. إذ أن الجمود في المفاوضات مع إسرائيل من شأنه أن يقنع السلطة الفلسطينية بأن المقاومة والكفاح الشعبي ضد إسرائيل  من شأنهما أن يدفعا بإسرائيل ليس إلى استئناف المفاوضات معهم فحسب، وإنما سيجبرانها على تقديم تنازلات. في هذه الأثناء ما زالت السلطة الفلسطينية تلاقي صعوبة في الحصول على تمثيل سياسي في الأمم المتحدة، ناهيك بعدم تمتعها بدعم واسع وسط المجتمع الدولي المنشغل باطفاء الحرائق في سورية أو بمطاردة إيران.

·       والراهن أن الإدارة الأميركية تشعر بالقلق من مهاجمة إسرائيل لإيران أكثر مما تخاف من نشوب انتفاضة ثالثة. ولقد قامت الولايات المتحدة باهمال المشكلة الفلسطينية عن قصد، وذلك في إطار جهودها الرامية إلى إقناع إسرائيل بعدم مهاجمة إيران. وحتى الآن ليس هناك أي مبادرة يمكن أن تمنح الأمل للفلسطينين الذين سيضطرون إلى الانتظار حتى انتهاء الانتخابات الأميركية، لكن ليس هناك ما يضمن أنه حتى بعد انتهائها وبغض النظر عن الرئيس الذي سيفوز فإن منعطفاً ما سيحدث. في المقابل، فإن دخول الفلسطينيين في مواجهة مع إسرائيل من شأنه أن يجذب انتباه الرأي العام الدولي مجدداً إليهم.

·       لقد كان حسني مبارك شريكاً للسلطة الفلسطينية وخصماً لحركة "حماس". بيد أن الثورة المصرية ووصول الإخوان المسلمين المقربين من "حماس" إلى الحكم غيرا الوضع بصورة جذرية وزادا من الشعور بعدم الأمان داخل السلطة. ومما لاشك فيه أن "حماس" بمساعدة مصر لن تكتفي بتعزيز مكانتها في غزة فحسب، وإنما ستحاول أن تقدم نفسها كبديل للسلطة في يهودا والسامرة. كما أن الأزمة الاقتصادية التي تعانيها السلطة لا تساعد كثيراً في تهدئة الجمهور الفلسطيني.

·       إن الخطاب الحاد الذي ألقاه أبومازن في الأمم المتحدة هو استمرار للتوجه القائم، ويمكن أن نرى فيه تعبيراً عن حال الاحباط السائد في الضفة الغربية، أوجزءاً من الاعداد لمشروع انتفاضة ثالثة.

·       إن الفراغ السياسي، وضعف مكانة السلطة الفلسطينية، والاضطرابات داخل مدن الضفة، جميع هذه العوامل قد تتسبب بانتفاضة ثالثة. قد تفترض إسرائيل أن السلطة الفلسطينية رغم مشكلاتها لن تجازف بالدخول في مواجهة معها. لكن ينبغي ألا ننسى أن الانتفاضة الأولى هي التي أوجدت السلطة، أما الانتفاضة الثانية فقد قضت عيها تقريباً، ومن  الخطأ القول إن السلطة لن تخاطر بانتفاضة ثالثة ولو بدافع من اليأس.

·       يتعين على إسرائيل تعزيز مكانة السلطة حتى على المستوى الأمني كي تكون قادرة على مواجهة الاحتجاجات الشعبية داخل مدنها. كما المطلوب من إسرائيل أيضاً، رغم انشغالها بإيران، أن تتبنى مبادرة سياسية تجاه السلطة وأن تستعد في الوقت نفسه لمواجهة انتفاضة ثالثة.