· يصعب، حتى الآن، أن نفهم كيف أمكن، في صيف سنة 2005، تنفيذ حكم الإعدام بحق مستوطنات غوش قطيف [في قطاع غزة]. لكن على الرغم من هذا، فإن ذكرى هذه المستوطنات لا تزال حيّة في القلوب والذاكرة، والمعركة الكبرى على الاستيطان لا تزال أمامنا.
· إن ما حدث لغوش قطيف هو نموذج مصغر لما قد يحدث في المستقبل لمستوطنات يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، في إطار "اتفاق سلام". لكن يبقى السؤال: هل توجد قوة في العالم في إمكانها أن تزحزح مئات ألوف المستوطنين من أماكنهم؟ وهل توجد حكومة في إسرائيل أو في خارجها في إمكانها أن تقتلع السكان اليهود من يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وأن تنقلهم إلى بيوت من الجبس والكرتون؟
· إن سكان إسرائيل، في معظمهم، يدركون الآن مبلغ الحماقة التي انطوت خطة الانفصال [عن غزة]، ولذا يتعزز لديهم الإيمان بأن أي حكومة في إسرائيل لن تقدم على تكرار مثل هذا الأمر في المستقبل، ولو لسبب بسيط هو أنه غير عملي بتاتًا.
بناء على ذلك، يتعين كبح العناصر المتطرفة في صفوف المستوطنين، مثل "شبيبة التلال"، التي لا تساعد [رئيس الحكومة] بنيامين نتنياهو في معركته السياسية. وعلى نتنياهو، من جهته، أن يوضح للمسؤولين في واشنطن وسائر العواصم الغربية أنه مهما يكن الحل للنزاع فإنه لن يشمل تفكيكاً للمستوطنات في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] على غرار ما حدث في غوش قطيف.