· إن الفشل الذي مُني به الرئيس الأميركي باراك أوباما في استمالة الرأي العام في إسرائيل، ليس سببه عدم تحميل نفسه عناء زيارة تل أبيب أو القدس والتحدث إلى الشعب الإسرائيلي مباشرة، وإنما إلى كون رسائله السياسية ضبابية للغاية ولا تتيح للإسرائيليين إمكان فهم الخطوات المقبلة، التي ينوي الإقدام عليها.
· وعلى الرغم من أن أوباما نجح في أن يبث الأمل بالتغيير في صفوف الرأي العام الأميركي، إلا إنه فشل في ذلك في صفوف سكان الشرق الأوسط، وذلك لأنه لم يطرح خطة مفصلة تشمل جدولاً زمنياً واضحاً. لقد اكتفى أوباما بالقول إن "الحل كامن في الدولتين"، وهذا ما قاله [الرئيس الأميركي السابق] جورج بوش قبله، ولم يحدث شيء على مدار ثمانية أعوام.
· وعندما لوّح اوباما بالعصا في وجه إسرائيل وطالبها بتجميد الاستيطان [في المناطق المحتلة] من دون أن يحدد ما هو المطلوب من الطرف الآخر في مقابل ذلك، فإنه فشل في كسب تأييد الإسرائيليين، بمن في ذلك أولئك الذين يؤيدون سياسته والذين يدعمون خطط السلام بصورة أوتوماتيكية.
· كما يمكن القول إن أوباما فشل في أن يبث الأمل في صفوف الفلسطينيين والعرب، وذلك لأنه لم يحمل لهم بشائر تجعلهم يتفاءلون بها، على سبيل المثال، شكل الدولة الفلسطينية والفوائد التي ستنطوي عملية السلام عليها بالنسبة إلى الشرق الأوسط كافة.
مع ذلك، فإن الأوان لم يفت بعد، وفي حال قيام الرئيس الأميركي قريباً بطرح خطة تشمل برنامج عمل واضحاً فإنه سيحظى بتأييد واسع في الشرق الأوسط، الذي يبدو أنه تعب من الحروب وأصبح راغباً في السلام. ويجب أن تشمل الخطة أيضاً خطوطاً عامة تتعلق بحل القضايا الجوهرية مثل الحدود والقدس واللاجئين.