جوهر السياسة الأميركية تجاه طهران يقلق راحة نتنياهو كثيراً
تاريخ المقال
المصدر
- عُقد "منتدى صبّان" الذي يصل إليه إسرائيليون وأميركيون فقط هذا العام تحت وطأة الظل الثقيل للأزمة الحادة والجوهرية بين القدس وواشنطن. إن كلمة جوهرية حرجة، فخلافاً للماضي لا يدور الحديث هنا حول تصريحات أو سلوك وإنما حول جوهر السياسة الأميركية تجاه إيران الذي يجب أن يقلق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كثيراً. وكلمة الرئيس الأميركي باراك أوباما أول من أمس (الجمعة) كانت بمثابة محاولة للحديث إلى الجمهور الإسرائيلي عبر منتدى حميمي في محاولة لشرح الاتفاق الذي تم توقيعه في جنيف بين مجموعة الدول 5+1 وإيران.
- أجرى المضيف حاييم صبّان ما يشبه التحقيق مع أوباما بشأن الخطوات التي سبقت اتفاق جنيف. وكانت أجوبة الرئيس الأميركي صادقة، ولا شك في أن العناوين الرئيسية فيها ستقلق راحة رئيس الحكومة جداً. فلأول مرة تحدث أوباما علناً عن رؤيته إزاء التسوية النهائية مع إيران. ولأول مرة أعلن أن مثل هذه الرؤية تتضمن استمرار تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية، الأمر الذي يتعارض تماماً مع موقف القدس التي تعتقد أن أي حل حقيقي مع إيران يجب أن يتضمن الوقف التام لعمليات التخصيب.
- وماذا بالنسبة لفكرة أن الإيرانيين كانوا على وشك الخنوع وكانوا سيوافقون على الاستسلام لو أن الضغط والعقوبات تعاظما؟ يقول الرئيس الأميركي: هذا هو جوهر الخلاف بيني وبين نتنياهو. وأضاف: لا أعتقد أن هذا كان سيحصل. إن هذا التفكير يعكس فهماً غير صحيح للنظام والشعب في إيران. حتى الإصلاحيون ما كانوا ينهضون فجأة كي يستسلموا ويقولوا: "سنفعل بالضبط ما تقوله إسرائيل والولايات المتحدة".
- كان بين الحضور [اللواء احتياط] عاموس يادلين الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"] وقد سأل أوباما عن الاتفاق النهائي الذي سيتحقق أو لا يتحقق مع إيران بعد نصف عام، وتضمن جواب الرئيس مطالب معروفة، في مقدمها أنه من أجل برنامج نووي لأهداف سلمية لا حاجة إلى منشأة محصنة تحت الأرض في فوردو، ولا إلى منشأة إنتاج البلوتونيوم في أراك، ولا إلى جزء كبير من أجهزة الطرد المركزي المتطورة التي تم استخدامها أخيراً. لكن عندها تحدث أوباما عن مطلب وقف التخصيب على أنه أمنية ساذجة. وهذه مقولة تؤكد أن التسوية الدائمة مع إيران ستتضمن في حال التوصل إليها أن تواصل طهران التخصيب.
- ماذا لو فشلت المفاوضات؟ هنا عاد أوباما إلى القول إن كل الخيارات مدرجة في جدول الأعمال بما في ذلك الخيار العسكري. هذا الأمر حاول الأميركيون الامتناع عنه منذ توقيع اتفاق جنيف ولا سيما كي لا يعكروا الأجواء مع الإيرانيين. لكن الآن عادت هذه اللغة إلى الاستخدام. ومع ذلك، من المشكوك فيه أن يكون في الشرق الأوسط ثمة من يؤمن بأنه ما زال هناك تهديد عسكري ذو صدقية ضد إيران.