عبد ربه: الولايات المتحدة تطلب من الفلسطينيين تقديم تنازلات أمنية لإسكات الانتقادات الإسرائيلية للمسار الدبلوماسي مع إيران
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه إن الولايات المتحدة تطلب من الفلسطينيين تقديم تنازلات أمنية في المفاوضات مع إسرائيل من أجل إسكات الانتقادات الإسرائيلية للمسار الدبلوماسي الذي تتبعه القوى العالمية العظمى في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني.

وأضاف عبد ربه في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة "صوت فلسطين" أمس (الاثنين)، أن سبب الأزمة التي تواجهها جولة المفاوضات الحالية بين إسرائيل والفلسطينيين يعود إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يريد على ما يبدو أن يرضي إسرائيل من خلال تلبية مطالبها التوسعية في غور الأردن بحجة الأمن وكذلك تلبية المطامع التوسعية التي تتجلى عبر النشاطات الاستيطانية في القدس وفي أرجاء الضفة الغربية.

وأوضح أن كل ذلك يريده كيري ثمناً لإسكات الإسرائيليين عن الصفقة مع إيران ولتحقيق نجاح وهمي بشأن المسار الفلسطيني- الإسرائيلي على حساب الجانب الفلسطيني بالكامل.

وتابع: "إن الحديث يدور حول ما يسمى اتفاق إطار، وهذا يعني في حقيقة الأمر اتفاقاً غامضاً وعاماً للغاية يتناول الحقوق الفلسطينية بشكل عمومي ومفتوح وغير محدّد سوى بعناوين ذات طابع إنشائي أكثر منها سياسي".

وأوضح عبد ربه أن أي اتفاق مرحلي سيؤدي إلى التفاوض لاحقاً بشأن هذه الحقوق لا من أجل تلبيتها، بينما يتم التعامل مع المطالب الإسرائيلية بشكل محدّد من أجل الالتزام بها وتطبيقها بشكل فوري.

وتساءل عبد ربه "من قال إننا نريد اتفاق إطار يحدّد مبادئ الحل والتسوية مرة أخرى خارج إطار الشرعية الدولية وخارج إطار القوانين والقرارات الدولية؟ إن هذا كله من شأنه ان يقود جهود وزير الخارجية الأميركي إلى طريق مسدود وإلى فشل كامل".

واتهم المسؤول الفلسطيني وزير الخارجية الأميركي بالتعامل مع قضايا الفلسطينيين ومواضيعهم بطريقة فيها درجة عالية من الاستهانة، بينما يريد أن يكسب الموقف الإسرائيلي. وقال إن الحديث عن حلول انتقالية يتناقض كلياً مع ما كان وعد به كيري في بداية العملية السياسة وخاصة في ما يتصل بالابتعاد عن أي حلول انتقالية أو جزئية والتركيز على حل نهائي وشامل متوازن وقابل للتنفيذ لكل قضايا الوضع النهائي، وفي مقدمها القدس واللاجئون والاستيطان وضمان حدود الدولة الفلسطينية على أساس خطوط الرابع من حزيران/ يونيو 1967 بعاصمتها القدس.

وتابع: "هذا هو جوهر الخلاف والتناقض الدائر الآن الذي كان يراد إخفاؤه عن الرأي العام بوسائل عديدة من بينها الحديث عن سرية المفاوضات، والسرية هي التي تكفل تمرير أفكار واقتراحات من هذا النوع".

ورأى عبد ربه أن الرأي العام هو الضمانة لدى الفلسطينيين وفي كل مكان وعلى مستوى العالمين العربي والدولي لحماية هذه الحقوق من أي تعامل سلبي معها على الطريقة التي جرت في الأيام السابقة. ودعا الولايات المتحدة إلى إرضاء إسرائيل على حساب مصالحها لا على حساب مصالح الشعب الفلسطيني.

على صعيد آخر، قال السفير الأميركي لدى إسرائيل دان شابيرو إنه لا توجد أي مقايضات بين مفاوضات الدول الست العظمى مع إيران والمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.

وأضاف شابيرو في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي ["غالي تساهل"] أمس (الاثنين)، أن القضيتين الإيرانية والفلسطينية تتعلقان بأمن إسرائيل وأمن الولايات المتحدة ومصالح الشرق الأوسط بأسره، لكن واشنطن لا ترى أي صلة بين القضيتين ولا تسعى لدعم قضية على حساب الأخرى.

وقال شابيرو إنه يجب أن تتغيّر سلطة "حماس" في غزة حتى تتسنى إقامة دولة فلسطينية، مشيراً إلى أن الحديث يدور حول تسوية على أساس دولتين لشعبين بحيث تشمل الدولة الفلسطينية التي ستُقام قطاع غزة أيضاً، لكن في الوقت عينه، شدّد على أنه من أجل حدوث ذلك يجب تغيير السلطة هناك.

 

المزيد ضمن العدد 1793