من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· أقر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، أمس، المضي قدماً في صفقة مع الإدارة الأميركية تتعلق بشراء 20 طائرة من طراز "إف - 35". وقد شهدت المفاوضات المتعلقة بهذه الصفقة، على مدار العامين الفائتين، مداً وجزراً بين الجانبين، لكن كبار قادة سلاح الجو الإسرائيلي ظلوا طوال هذه الفترة مصرين على أن تخرج الصفقة إلى حيّز التنفيذ.
· ويبدو أن قباطنة الدولة قبلوا في نهاية الأمر الحجة الرئيسية لسلاح الجو، وفحواها الاستمرار في الحفاظ على تفوّقه التكنولوجي في الشرق الأوسط بواسطة امتلاك طائرات "إف - 35" التي تعتبر الطائرات الأكثر تطوراً في العالم كله. وفي المقابل، فإن قيام الولايات المتحدة بخفض ثمن الصفقة كلها إلى مبلغ 2,75 مليار دولار أتاح إمكان دفع الصفقة قدماً.
· ولا شك في أن قيام إسرائيل بامتلاك طائرات "إف - 35" سيجعل سلاح الجو الذراع المركزية التي ستقرر استراتيجيا الأمن الإسرائيلية في كل ما يتعلق بدائرة الأخطار البعيدة المدى التي تتهددها، وفي مقدمها إيران. ومع ذلك، لا بُد من القول إن هذه الطائرات لا توفر رداً فورياً على هذه التهديدات، ذلك بأن سلاح الجو الإسرائيلي سيستفيد من القدرة العملانية لهذه الطائرات في سنة 2017، وبناء على ذلك، فإنه في حال قررت إسرائيل أن البرنامج النووي الإيراني يستوجب معالجة قبل تلك السنة، فإنها ستكون مضطرة إلى القيام بذلك من دون طائرات "إف - 35".
· من ناحية أخرى، فإن طائرات "إف - 35" لا تُعتبر ذات صلة بالنسبة إلى جبهات الأخطار القريبة، مثل الحدود الشمالية، في حين من المتوقع، في الجبهة الفلسطينية، أن يظل العبء الأساسي واقعاً على عاتق جهاز الأمن العام [شاباك] وجنود القوات البرية.
في ضوء ذلك، فإن السؤال الجوهري الذي يجب طرحه يتعلق بمدى تأثير هذه الصفقة في عملية بناء قوة الجيش الإسرائيلي في الأعوام المقبلة، ولا سيما أن المبلغ الكبير الذي سيُصرف عليها سيقلص إمكان التزود بمنظومات قتالية أخرى في البرّ والبحر، فضلاً عن أنه سيكون على حساب قيام الجيش بامتلاك طائرات من دون طيار، ومنظومات دفاعية مضادة للصواريخ.