· يمكن القول إن معلقين كثيرين في وسائل الإعلام العربية لم يتعاطفوا مع الادعاءات التي عرضها [الأمين العام لحزب الله] السيد حسن نصر الله خلال مؤتمره الصحافي نهار الاثنين الفائت، والتي اتهم من خلالها إسرائيل بالتورط في عملية اغتيال [رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق] رفيق الحريري، بل إن بعضهم أشار إلى الحالة العصبية والمخاوف الكبيرة لدى نصر الله نفسه.
· ومع ذلك، فإن ما تجدر الإشارة إليه هو أن نصر الله حقق نجاحاً كبيراً في محاولة تجنيد الرأي العام داخل لبنان لقبول إدعاءاته ضد إسرائيل. ولا شك أيضاً في أنه نجح في أن يكسب وقتاً ثميناً، وذلك لمجرد أن المدعي العام في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، دانييل بيلمار، سارع إلى مطالبة الحكومة اللبنانية بتسليمه المواد التي عرضها نصر الله خلال مؤتمره الصحافي، بينما أعلن أحد وزراء حزب الله أن الحزب سيسلم المواد إلى الحكومة من دون أن يحدد موعداً لذلك، الأمر الذي ربما يسفر عن تأجيل إصدار قرار المحكمة إلى ما بعد فحص هذه المواد الجديدة.
· إن لبنان بات في الوقت الحالي ماثلاً أمام خيارين: إمّا تحقيق العدالة، وإمّا الحفاظ على الاستقرار السياسي. لكن في الوقت نفسه، فإن من الواضح أن كل شيء في لبنان أصبح رهن ما يقوله نصر الله. وفي المقابل، فإن الحكومة اللبنانية نفسها لديها مصلحة في الحفاظ على ائتلافها الحكومي الذي يضم حزب الله أيضاً.
وفيما يتعلق برئيس الحكومة نفسه، سعد الحريري، فإنه على الرغم من معرفته أن إسرائيل غير متورطة في عملية اغتيال والده، إلا إنه مضطر إلى السير فوق حبل رفيع يتيح له، من جهة أولى، إمكان أن يستمر في منح المحكمة الدولية ثقته، ومن جهة ثانية، أن يتظاهر بأنه يبدي اهتماماً بالمواد الجديدة التي عرضها نصر الله، والتي تتعلق بدور إسرائيل في عملية الاغتيال.