· يمكن القول إن الرئيس الحالي للولايات المتحدة، باراك أوباما، أصبح غائباً من حيّز الشرق الأوسط، الأمر الذي أسفر عن نشوء فراغ كبير. وبسبب هذا الغياب، فإن دولاً ومنظمات وزعماء، مثل سورية وإيران والقاعدة وحزب الله و[رئيس الحكومة التركية] رجب طيب أردوغان، تقوم بإدارة ظهرها إلى الولايات المتحدة.
· ولعل أفضل مثال على هذا الغياب كامن في التطورات المتعلقة بقافلة السفن التركية، ذلك بأنه لو كان أوباما حاضراً لكان بادر على الفور إلى إرسال وزيرة خارجيته إلى كل من أنقرة والقدس من أجل إنهاء الموضوع سريعاً.
· ويبدو أن الشعور السائد في الشرق الأوسط إزاء أوباما هو أنه يتكلم كثيراً لكنه لا يفعل شيئاً، فضلاً عن أنه لا يملك جدول أعمال محدداً ولا وجهة يسير نحوها. وفي المقابل، فإنه عاجز إزاء إيران، كما أن العقوبات القاسية ضد طهران، التي أقرها الكونغرس الشهر الفائت، فُرضت خلافاً لرغبته. وتدرك إيران، من ناحيتها، أن الرئيس الأميركي الحالي غير قادر على إصدار أوامر تقضي بشن عملية عسكرية عليها. ويمكن الافتراض بأنه لو كان [الرئيس الأميركي السابق] جورج بوش لا يزال في منصبه لكانت إيران أكثر قلقاً. كذلك، فإن "الإرهاب" السني في العراق أصبح أكثر عنفاً من السابق في ضوء إعلان أوباما مؤخراً قرب انسحاب الجيش الأميركي من هذا البلد.
لقد اعتقد أوباما، لدى توليه مهمات منصبه، أنه في حال الابتعاد عن إسرائيل فإنه سيحظى بتأييد المعسكر العربي المعتدل، لكن النتيجة كانت معاكسة، إذ تسبب بتفكيك هذا المعسكر، وخسر إسرائيل. وفي الوقت الحالي، فإن المعسكر العربي المعتدل لم يعد قائماً، ذلك بأن قطر والأردن، مثلاً، نأتا بنفسيهما عنه، في حين أن أطرافاً أخرى، مثل لبنان والفلسطينيين، فضّلت أن تنزوي جانباً.