· تؤكد الشهادة التي أدلى بها رئيس هيئة الأركان العامة، غابي أشكنازي، لدى مثوله أمس أمام "لجنة تيركل" [التي تتقصى وقائع الهجوم الإسرائيلي على قافلة السفن التركية التي كانت متجهة إلى غزة في أواخر أيار/ مايو 2010] ما ورد في تقرير غيورا أيلاند، وفحواه أن أصحاب القرار في إسرائيل لم يفهموا الحدث الذي كان أمامهم.
· فضلاً عن ذلك، فإن أشكنازي أكد أيضاً كل العيوب التي اعتورت عملية السيطرة على السفن، مثل: غياب المعلومات الاستخباراتية؛ عدم وجود تعاون بين الأجهزة الاستخباراتية المتعددة؛ خطة السيطرة العملانية الرديئة. وفي هذا الشأن الأخير، فإن أيلاند سبق أن أكد أنه لم يكن هناك خطة بديلة، كما أنه لم تُحدّد في الخطة الأصلية نقطة معينة يمكن عندها، في حال تسببها بأضرار كبيرة، عدم الاستمرار في تنفيذها.
· لكن أشكنازي أشار، في الوقت نفسه، إلى استنتاج عجيب غريب وهو أن الجيش الإسرائيلي سيلجأ في المرات المقبلة التي سيتعين عليه فيها أن يعترض قوافل سفن أخرى متجهة إلى غزة، إلى إطلاق النار من بعيد. ومع أن هذا الاستنتاج يبدو مهنياً وربما لا ينطوي على أضرار، ولا سيما بالنسبة إلى رأي عام [في إسرائيل] يعتقد أنه كان علينا أن نقتل عدداً أكبر من ركاب السفن، إلا إنه ثمة شكوك كبيرة فيما إذا كان لدى الجيش الإسرائيلي عدد كاف من القناصة يمكنه أن يطلق النار عن بعد تحت جنح الظلام، في الوقت الذي تكون سفينته وسفن الركاب عرضة لتقاذف الأمواج في عرض البحر.
إجمالاً، يمكن القول إن أشكنازي لم يتهرب في شهادته من تحمل المسؤولية، ذلك بأنه لم يتستر على معظم الإخفاقات التي حدثت والمتعلقة بأداء الجيش الذي يتولى المسؤولية عنه. ونظراً إلى ذلك، فإن هذه الشهادة تبين أن قائد الجيش الإسرائيلي أكثر استقامة من المسؤولين عنه [في المؤسسة السياسية الإسرائيلية]، على الرغم من أن هذا الأمر لا يعني بأي حال من الأحوال أن أداء الجيش كان جيداً.