زاد الجيش الإسرائيلي، خلال العام الجاري، في حجم الوحدات العسكرية التي تقوم بتدريبات في حقول الرماية في هضبة الجولان، بما فيها ألوية عسكرية من جيش الاحتياط كان من المفترض أن تقوم بالتدريبات في جنوب البلد. وقال ضابط في قيادة المنطقة الشمالية إن هذه الأمر "نابع من أهمية التعامل مع خصائص [طوبوغرافية] لا تتوفر إلاّ في هذا المكان، وتتيح إمكان التعامل مع ما هو متوقع في ساحة المعركة. نحن نعدّ لها [للوحدات العسكرية] ساحة تنطوي على تحديات كتلك التي من المتوقع أن تواجهها في حال نشوب حرب مع السوريين".
كانت المهمة الرئيسية المنوطة بقوات الهندسة التابعة للكتيبة 603 هي فتح ممرات تيسّر حركة الدبابات التابعة للكتيبة 75. ولم تكن هذه المهمة سهلة، إذ انطوت على [تدريبات على] قتال متتالٍ، والبقاء داخل الدبابة مدة 72 ساعة، واختبار عوائق يصعب اجتيازها، ولا سيما الألغام ونيران الصواريخ المضادة للدبابات.
ووصف المقدم مئير إبشتاين، نائب قائد اللواء 7 التابع لسلاح المدرعات، في حديث مع "يديعوت أحرونوت"، المناورة المشتركة المزدوجة [شاركت فيها كتائب من سلاحَي الهندسة والمدرعات] قائلاً: "إنها تدريبات مكثفة جداً تتم في ساحة قتال افتراضية، وتضطر القوات فيها إلى العمل بصورة دقيقة وصحيحة عملانياً".
ووفقاً للمقدم إبشتاين، فإن التدريبات ركزت أساساً على دمج عمل قوات الهندسة والمدرعات، إلى جانب قوات قامت بمهمة التغطية، وأضاف: "إن العدو في حرب من هذا النوع سيحاول تعطيل مناورة [حركة] الجيش الإسرائيلي بواسطة عوائق، وألغام، ونيران مضادة للدبابات، وغيرها. وهدفنا هو أن نتعلم، في الوقت الذي نحاول تنفيذ المهمة، كيف نتغلب على ذلك بالسرعة الممكنة وبالحد الأدنى من الإصابات البشرية".
وبالإضافة إلى ذلك، تم التدريب على مهمات إضافية، كإخلاء المصابين في المناطق الجبلية، وتزويد القوات بالوقود والذخائر. وهذه التدريبات تذكّر بسمات معركة السلوقي في أواخر حرب لبنان الثانية، لكنها تنطوي على سمات أكثر تعقيداً. ومع أن الحرب مع سورية غير متوقعة، ولا يوجد حتى دلائل تشير إلى ذلك، إلاّ إن التدريبات في هضبة الجولان تتسع نطاقاً.