· يمكن القول الآن إن ما حدث في إيران لم يكن محاولة انقلاب، ولا انتفاضة ضد النظام الحاكم، ولا شرخاً حقيقياً داخل النخبة الحاكمة. فما حدث لم يتجاوز أعمال شغب على نطاق غير مسبوق، برزت خلالها التناقضات الداخلية القديمة في صفوف النخبة الحاكمة.
· إن أي ثورة حقيقية بحاجة إلى أربعة عناصر رئيسية، هي: زعيم؛ كادر من الناشطين مخلص ومتحمس؛ أيديولوجيا مناقضة للأيديولوجيا الحاكمة؛ قدر من التصميم والقسوة. والأحداث الأخيرة في إيران لم تشتمل على أي من هذه العناصر الأربعة.
· بناء على ذلك، فإن التقويمات السائدة، التي تقول إن نظام آيات الله في إيران أصبح ضعيفاً، وإن هذا البلد دخل مرحلة تتميز بعدم الهدوء، وإن ذلك كله سيؤثر في سياسته الخارجية، هي تقويمات خطأ. وبحسب تقويمي الخاص، فإن النظام الإيراني أصبح قوياً أكثر عقب هذه الأحداث، لأنه بات يدرك هوية الذين يعارضونه كافة. وهذا يعني أنه سيصبح أكثر خطراً على بيئته الخارجية.
كما أن ذلك يعني، على المستوى الإقليمي، زيادة الدعم لكل من "حماس" وحزب الله. أمّا على المستوى الدولي، فإن ذلك من شأنه أن يقلل احتمالات نجاح الحوار بين الولايات المتحدة وإيران.