· إن المشتركين جميعهم، في الجدل الذي أعقب حرب لبنان الثانية [صيف سنة 2006]، هم على حق. فالذين يعتقدون أن توقيت هذه الحرب كان خطأ، وأنها كانت غير ناجحة وأدت إلى فقدان الردع، وخصوصاً في مواجهة حزب الله، هم على حق. كما أن الذين يدّعون أن الحرب أدت إلى هدوء مطلق في الشمال، وإلى إبعاد مقاتلي حزب الله عن الحدود، وإلى إدخال قوات دولية تفصل بين لبنان وإسرائيل، أي بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، هم أيضاً على حق. ومع ذلك، فإن أحداً لا يكلف نفسه عناء سؤال ضحايا هذه الحرب، وهم 160 جندياً ومدنياً إسرائيلياً، عن رأيهم فيها.
· إن التجربة الإسرائيلية تؤكد أن إسرائيل تخوض، منذ سنة 1948، حرباً واحدة طويلة ومستمرة. ولذا، فمن المهم أن نوفر على أنفسنا عناء خوض حروب لا لزوم لها، على غرار حرب لبنان الثانية، والتي يتم الآن إحياء ذكرى مرور ثلاثة أعوام على اندلاعها. يجب ألاّ تخوض إسرائيل حرباً إلاّ عندما يكون هناك سيف مصلت على رأسها، و الأوضاع عندما اندلعت حرب لبنان الثانية، لم تكن على هذا النحو.
· أمّا الادعاء أن هذه الحرب جلبت الهدوء إلى الشمال الذي كان يتعرض لقصف الصواريخ، فهو ادعاء صحيح، لكن حزب الله يواصل وراء هذا الهدوء تهيئة مقاتليه وترسانته للمواجهة المقبلة. ومع أن لبنان أصبح وراءنا، موقتاً على الأقل، فإن أنظارنا لا تزال متجهة صوب إيران.