عباس لن يستأنف المحادثات من دون تجميد البناء في القدس الشرقية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       إذا لم يحدث تغيير دراماتيكي في مواقف الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، فإن المحادثات بشأن الحل الدائم بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية لن تُستأنف، حتى بعد انتهاء الزيارة الحالية للمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، الذي وصل إلى إسرائيل يوم أمس.

·       ويبدو أن [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس غير متحمس لاستئناف هذه المحادثات من دون تحقيق مطلب تجميد أعمال البناء في القدس الشرقية. وفي الوقت نفسه فإن أي مبادرات حُسن نية [من طرف إسرائيل]، على غرار إطلاق أسرى فلسطينيين أو حتى نقل مناطق ب إلى نفوذ السلطة الفلسطينية، لن تكون بمثابة سلّم يمكن لعباس التنازل عن هذا المطلب.

·       ويمكن الافتراض أن عباس سيصر على رفض استئناف المحادثات، على الرغم من ممارسة ضغوط عربية عليه، كما ورد في بعض التقارير الصحافية في الآونة الأخيرة. وهناك بضعة أسباب تعزز هذا الافتراض، ومنها اضطراره إلى أن يأخذ في الاعتبار مواقف الرأي العام الفلسطيني، الذي يعتبر البناء في القدس الشرقية خطاً أحمر، وذلك في ضوء العاصفة التي أحدثها قرار تأجيل مناقشة تقرير "لجنة غولدستون" في الأمم المتحدة، وتغيّر موقف الإدارة الأميركية فيما يتعلق بتجميد البناء في المستوطنات.

·       إن الشارع الفلسطيني وكبار المسؤولين الفلسطينيين في المقاطعة [مقر رئاسة السلطة الفلسطينية] ينظران إلى تغيّر موقف الولايات المتحدة باعتباره خيانة، ولذا فإن تراجع عباس عن مطلب وقف البناء في القدس الشرقية سينظر إليه باعتباره خنوعاً وتنازلاً عن القدس. وهو يدرك أنه في وضع كهذا لن تكون "حماس" الجانب الوحيد الذي سيتربص به، بل سينضم إليها أيضاً مسؤولون كبار في منظمة التحرير الفلسطينية وفي حركة "فتح"، وحتى في وسائل الإعلام العربية.

 

·       بطبيعة الحال، فإنه من المتوقع أن يحتفل المسؤولون في القدس بـ "الإنجاز" المهم، المترتب على عدم استئناف المحادثات، وعلى تجاوز الأزمة مع واشنطن. وأصلاً مَنْ يهتم بمسألة انعدام أي أفق سياسي، في الوقت الذي يسود الهدوء الضفة الغربية؟ ومع ذلك لا بُدّ من القول إنه في ظل انعدام حل دائم فإن هذا الهدوء من شأنه أن يكون هشاً للغاية. ولذا فإن ما يجدر بالمسؤولين في مكاتب نتنياهو ـ باراك ـ ليبرمان تذكـره، قبل الاحتفال بهذا الإنجاز، هو أن انعدام أفق سياسي لا يعني تحقيق انتصار سياسي.