تناول رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، اللواء عاموس يادلين، في عرض للأوضاع قدمه أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أمس، التهديد الإيراني، داعياً إلى زيادة الضغط الدولي على طهران، بقوله: "لقد أفشلت إيران الحوار، والآن يستعد المجتمع الدولي لخطوة العقوبات".
وعن الأزمة في العلاقات مع تركيا قال يادلين إنه بالإضافة إلى التوتر الناشب بين البلدين بشأن موضوعات محددة، فإن التباعد بينهما له طابع جوهري أكثر، ويتعلق بموضوعات استراتيجية ومصالح مشتركة كانت قائمة بينهما في السابق.
وأضاف: "كانت تركيا تتطلع إلى التقرب من الغرب وإلى قبولها في حلف شمال الأطلسي. وكان الأتراك يريدون أن يصبحوا جزءاً من السوق الأوروبية واعتقدوا أن العلاقات مع إسرائيل ستقربهم من السوق الأميركية أيضاً. لقد أدار الأوروبيون ظهرهم لهم، ولم ينجحوا في الحصول على مبتغاهم. وفي ضوء ذلك غيروا سياستهم، وهم الآن يمرون بعملية جذرية تنطوي على ابتعاد عن العلمانية ويسيرون في اتجاه أكثر راديكالية". وأوضح أنهم يبتعدون عن المفهوم العلماني وينتقلون إلى تبني مفهوم ديني، وأن هذا الأمر يتسبب بتباعد بين البلدين، وأضاف: "اليوم لم يعد قائماً هناك ذلك التقارب الاستراتيجي بين إسرائيل وتركيا. هناك موضوعات مشتركة، لكن ليس التقارب نفسه الذي كان قائماً في السابق".
وتطرق رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية إلى استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، فقال إن السلطة الفلسطينية تفضل دفع العملية السياسية إلى الأمام، لكنها تتمسك بمطالبها المتعلقة بشروط بدء المفاوضات مع إسرائيل ـ تجميد البناء في القدس، واستئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في عهد [رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق] إيهود أولمرت، ومبادئ موجهة أخرى تتلاءم مع موقفها، وأضاف: "بحسب رؤية [رئيس الحكومة] سلام فياض و [الرئيس] أبو مازن، على المجتمع الدولي أن يفرض الخطوط العامة للاتفاق [النهائي] على إسرائيل قبل الدخول في المفاوضات".
وأكد يادلين أن "السلطة الفلسطينية تشجع حواراً في الساحة الدولية يتحدى شرعية إسرائيل وأنشطتها". وتطرق إلى تحسن أداء قوى الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، فقال: "إن السلطة تحارب 'حماس' في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] ليس حباً بإسرائيل وإنما لأغراض داخلية. إنها لا تريد أن تجد نفسها في الوضع الذي وجدت ‘فتح’ نفسها فيه في قطاع غزة".
وعن حزب الله قال يادلين إن التنظيم منضبط الآن بسبب قوة الردع الإسرائيلية، ولأنه منخرط في السياسة اللبنانية كحزب سياسي، وتعلم أن الحرب مع إسرائيل لا تعتبر حالياً خياراً يتمتع بشعبية. ومع ذلك، فإنه لم يتخل عن تطلعه إلى الانتقام لاغتيال [القيادي في الحزب] عماد مغنية. وبحسب تقدير يادلين، سيحاول الحزب الانتقام في مكان بعيد عن الشمال كي لا يتسبب بتسخين الجبهة.