من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن الصواريخ التي سقطت على عسقلان وشاعر هنيغف، وعمليات الرد التي قام الجيش الإسرائيلي بها في غزة، تدل مرة أخرى على أن الهدوء في منطقة الحدود مع القطاع هو هدوء مخادع وهشّ. ومن الممكن أن يحدث الأمر نفسه بالنسبة إلى الحدود مع لبنان، وهذه المرة نتيجة العلاقات الحساسة في مثلث سورية – لبنان - حزب الله، وفي ضوء تضييق الخناق على المشتبهين في اغتيال [رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق] رفيق الحريري، والد رئيس الحكومة الحالية.
· في الشهر الفائت، نشر مجلس العلاقات الخارجية الأميركية في نيويورك مذكرة متعلقة بالتخطيط لحالة الطوارئ بعنوان "حرب لبنان الثالثة" كتبها دانييل كيرتسر، السفير الأميركي الأسبق في كل من مصر وإسرائيل.
· وفقاً لرأي كيرتسر، فإن "حرب لبنان الثالثة" يمكن أن تندلع بمبادرة من حزب الله (وهو احتمال ضئيل)، أو بموجب قرار إسرائيلي يجري اتخاذه في السياق الإيراني (وهو احتمال أكبر). ولا شك في أن إسرائيل ستغتنم أي فرصة عملانية سانحة للقيام بعملية عسكرية ضد لبنان، إمّا ضد مواقع تدريب أو تخزين صواريخ أرض ـ أرض بعيدة المدى، وإمّا ضد صواريخ أرض ـ جو تابعة لحزب الله لكنها موجودة في سورية. وسيكون الهدف الرئيسي لهذه العملية العسكرية إضعاف القدرة الصاروخية لدى حزب الله، من أجل منع إيران من توجيه ضربة ثانية إلى إسرائيل، في حال قررت إسرائيل مهاجمة منشآت نووية إيرانية.
· ويشكك كرتسر في قدرة إدارة [الرئيس الأميركي] باراك أوباما على ثني إسرائيل أو حزب الله عن خوض الحرب، فضلاً عن أنه لن يكون في حيازة الأميركيين أي إنذار مسبق يتعلق باستعدادات الجيش الإسرائيلي للحرب. ولذا، فإنه يقترح إحياء آلية مراقبة "تفاهمات عناقيد الغضب"، التي شملت عقد لقاءات دورية بين ضباط من إسرائيل ولبنان وقوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل). كما أنه يدعو الإدارة الأميركية إلى أن توضح لإسرائيل جيداً حدود العملية العسكرية وقيودها، ذلك بأن إسرائيل تفسّر غموض الموقف الأميركي بأنه تأييد لها.
· مع ذلك، فإن أي عملية عسكرية محدودة للجيش الإسرائيلي في لبنان أو ضد أهداف حزب الله في سورية ستنطوي، في رأي كيرتسر، على مخاطر جمّة، منها تجميد الاستعداد الفلسطيني للمفاوضات مع إسرائيل، وتسريع قيام سورية بتقديم مساعدات إلى عناصر مناهضة لأميركا في العراق.
· في المقابل، فإن مثل هذه العملية ينطوي على احتمال لإضعاف حزب الله وكسر الجمود السياسي في المسار الفلسطيني أو المسار السوري، في حال قيام الولايات المتحدة بإطلاق مبادرة تعمل على وقف إطلاق النار ضمن سياق سياسي مثمر يكون الجيش الإسرائيلي حقق فيه فوزاً كبيراً لكن ليس ساحقاً. ووفقاً لكيرتسر، فإن الأمر الأكثر أهمية هو تخويل السفراء الأميركيين في كل من تل أبيب وبيروت ودمشق صلاحية التوجه مباشرة إلى المسؤولين الأرفع مستوى في الدول التي تستضيفهم من أجل كبحهم، ذلك بأن الساعات والأيام الأولى من الحرب ستكون الأكثر مصيرية (فضلاً عن الفرق في التوقيت، والذي يعني أن واشنطن ستكون في سبات عميق عندما تقرر تل أبيب شن الهجوم).
إن ما تجدر الإشارة إليه هو أن الجبهة الإسرائيلية ـ اللبنانية تشهد جولة حربية مرة كل خمسة أعوام، وقد مرّت أربعة أعوام منذ صيف سنة 2006 [موعد اندلاع حرب لبنان الثانية].