· إن إقدام عضو الكنيست أوفير بينيس، أمس، على الاستقالة من الكنيست واعتزال العمل السياسي قد فاجأ الجميع، بمن فيهم زملاؤه المقربون في حزب العمل، والذين يطلق عليهم اسم "المتمردين".
· ومع ذلك، فإن خطوة بينيس هذه كانت شبه حتمية، إذ إنه قبل أسبوع اشترك في مؤتمر مغلق للحركة الكيبوتسية في حزب العمل، وقال إنه يتعين على الحزب ترك صفوف الحكومة إذا لم تُستأنف العملية السياسية في غضون ستة أشهر. غير أن رئيس الحزب ووزير الدفاع إيهود باراك، الذي تكلم في المؤتمر نفسه، رفض هذه المقاربة جملة وتفصيلاً. وعلى ما يبدو، فإن بينيس أدرك في تلك اللحظة عدم وجود أي فائدة من بقائه في صفوف حزب العمل، فضلاً عن عدم وجود أي أمل بتغيير سياسته العامة.
· ومع أن باراك أعرب، أمس، عن أسفه لاستقالة بينيس، إلا إنه كان أشبه بمن يذرف دموع التماسيح، ذلك بأنه لم يفعل شيئاً من أجل بقائه في حزب العمل، بل حتى يمكن القول إنه عمل كل شيء من أجل إقصائه خارجاً.
· وعلى الرغم من ذلك، فإنه لا يبدو أن هناك أسباباً وجيهة تدعو باراك إلى الابتهاج، لأن استقالة بينيس تعتبر ضربة أخرى لحزب العمل باعتباره حزباً يمثل يسار الوسط، والذي ما انفك يخسر أكثر فأكثر قواعده الانتخابية.