من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· نقل بعض القناصل الإسرائيليين عن المستشار الأقرب للرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض، رام عمانوئيل، قوله إن الرئيس الأميركي تعب من إسرائيل والفلسطينيين على حد سواء، وإن الإسرائيليين يضيعون وقتاً ثميناً ويفوّتون فرصة التوصل إلى سلام، وستأتي مرحلة يقوم الأميركيون فيها بسحب يدهم، والكف عن التعامل مع النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني اللانهائي.
· وقد ورد مثل هذا التحذير أيضاً في أحد مقالات الصحافي توماس فريدمان، الذي اقترح على الرئيس أوباما التوقف عن التدخل، والقول لزعماء إسرائيل إنهم إذا كانوا راغبين في التحدث معه فليتصلوا بالبيت الأبيض.
· ولا شك في أن هذه التصريحات تعبر عن إحباط وغضب. ولعل مجرد قيام الأميركيين، أكبر حلفائنا في العالم، بوضعنا في خانة واحدة مع الفلسطينيين الذين أوجدوا "الإرهاب" في المنطقة، يشير إلى أن أيام العلاقات الحميمة والخاصة باتت عرضة للخطر.
· في موازاة ذلك، فإن إسرائيل تعد العدة لمعركة كبيرة، إذ سيتم قريباً، توزيع كمامات واقية على معظم السكان، كما أنه ستقام هذا الأسبوع مناورات دفاعية كبيرة لمواجهة هجوم بيولوجي قد تتعرض له التجمعات السكانية في تل أبيب وضواحيها. ويبدو أن إسرائيل، مثل الولايات المتحدة، بدأت في الوقت الحالي تركز اهتمامها في الدفاع على نفسها في مواجهة الحروب المستقبلية، بدلاً من الاهتمام بالسلام.
· دائماً ما كنت أسأل نفسي عن سرّ نجاح محادثات السلام بين إسرائيل ومصر، ويبدو أن الجواب كامن في أن هذه المحادثات بدأت عملياً من النهاية. وقد أصبح معروفاً أن [وزير الخارجية الإسرائيلية في ذلك الوقت] موشيه دايان، مرّر، خلال لقاء سري عقده في المغرب مع أحد المستشارين المقربين من [الرئيس المصري السابق] أنور السادات، رسالة فحواها أن هذا الأخير سيستعيد أراضيه المحتلة كلها في مقابل السلام. بناء على ذلك، يمكن القول إنه منذ أن تقرر، مبدئياً، أن الغاية النهائية هي التوصل إلى السلام، فإن المحادثات اتسمت بالجدية، وبقيت مستمرة لعامين حتى تم توقيع اتفاق سلام. من ناحية أخرى، فإنه لم يكن في الإمكان التوصل إلى اتفاق سلام من دون تدخل أميركي فاعل في المحادثات بين الجانبين.
· لا بُد من القول إن التسويات الموقتة لا تنطوي على أي فائدة حقيقية في حال لم تؤد إلى هدف نهائي معروف مسبقاً. وإن خطوة مثل تجميد الاستيطان لعشرة أشهر هي أشبه بحبة أسبيرين لمريض بالسرطان. وحتى لو لم يكن هناك أي وجه شبه بين التسوية المطلوبة مع الفلسطينيين وبين التسوية مع مصر، التي تعتبر دولة عريقة، فإنه يجب البدء من النهاية. في الوقت نفسه، فإن أي شيء لن يتحرك من دون خطة أميركية، ومن دون قيام الرئيس الأميركي بدفع العملية السياسية إلى الأمام. ومن الأفضل أن يبادر الرئيس أوباما إلى طرح خطة لجسر الفجوات بين مواقف الجانبين، بدلاً من الإعراب عن الإحباط والغضب.