مكانة الرئيس الأسد في الشرق الأوسط آخذة في التعزّز
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       وفقاً لما نشرته صحيفة "السفير" اللبنانية فإن الرئيس السوري بشار الأسد قال لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، خلال اللقاء الذي عقد بينهما الأحد الفائت واشترك فيه أيضاً الأمير عبد العزيز بن عبد الله، نجل العاهل السعودي، الذي جاء إلى دمشق مبعوثاً من طرف والده، إنه لن تندلع حرب بين إسرائيل ولبنان، لأن الولايات المتحدة غير مستعدة لحرب كهذه. ومن غير الواضح ما إذا كان الأسد تلقى ضمانات أميركية مباشرة في هذا الشأن، أم أن السعودية هي التي حصلت على رسالة أميركية تتعلق بضمانات كهذه.

·       كما أوضح الأسد للحريري، وفقاً لما ورد في "السفير" أيضاً، أن السعودية وتركيا ضالعتان بصورة كبيرة في الجهود الرامية إلى منع اندلاع حرب أهلية في لبنان، في ضوء احتمال إعلان المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تورط حزب الله في عملية اغتيال [رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق] رفيق الحريري، والد سعد، والتي وقعت في شباط/ فبراير 2005.

·       لا شك في أن الأسد، الذي يبدو أن المحكمة الدولية لن تحمله أو تحمل مسؤولين كباراً في سلطته أي مسؤولية عن عملية الاغتيال هذه، يجني أرباحاً سياسية كبيرة من هذه القضية، ذلك بأنه بات يُنظر إليه سواء في أوروبا أو في واشنطن باعتباره الشخص الذي يمكنه أن يمنع نشوب أزمة سياسية في لبنان من شأنها أن تتدهور إلى مواجهة عنيفة.

·       وبمساعدة التنسيق الوثيق مع السعودية فإن الأسد نجح أيضاً في إقناع سعد الحريري أن يعلن أمس أنه لن يدع المحكمة الدولية تتسبب بحرب أهلية لبنانية، وأن وحدة لبنان أهم من دم والده. كما أن الأسد نصح الحريري بإيجاد معادلة مشتركة مع حزب الله تمنع تفاقم الخلافات بينهما. وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات القائمة بين الحريري وبين [الأمين العام لحزب الله] السيد حسن نصر الله هي علاقات وثيقة، مثل العلاقات التي كانت قائمة بين والده وبين نصر الله. مع ذلك فإن مقربين من سعد الحريري قالوا أمس إن نصر الله شوّه أقوال الأول خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده يوم الخميس الفائت، وأن الحريري لم يقل إنه على علم بنية المحكمة الدولية توجيه الاتهام إلى حزب الله [فيما يتعلق بعملية اغتيال رفيق الحريري].

·       من الواضح أن سعد الحريري، الذي كان يتبنى في السابق مواقف مناهضة لسورية، قد غيّر اتجاهه في الآونة الأخيرة، وأصبح شخصاً مرغوباً فيه لدى الأسد، وذلك بعد أن قرر العاهل السعودي [الملك عبد الله]، باعتباره عرّاب الحريري، في نهاية العام الفائت، أن يتصالح مع سورية، بل قام بزيارة رسمية إلى دمشق. وبذا، فإن العاهل السعودي تخلى عن توافقه مع الرئيس المصري حسني مبارك، الذي تسود منذ أربعة أعوام قطيعة تامة بينه وبين الرئيس الأسد.

·       ويمكن القول إن قيام السعودية بكسر المقاطعة لسورية هو نقطة انعطاف مهمة في مكانة هذه الأخيرة في الشرق الأوسط. في موازاة ذلك، تؤكد تقارير صحافية لبنانية أنه من المتوقع أن يقوم العاهل السعودي، الشهر المقبل، بأول زيارة إلى لبنان، ويُحتمل أن يرافقه الرئيس الأسد خلالها. وستنطوي هذه الزيارة، في حال القيام بها، على أهمية كبيرة للغاية، ذلك بأنها ستكون بمثابة منح رعاية [سعودية] علنية لسعد الحريري، فضلاً عن أنها ستشير إلى نية السعودية أن تكون ضالعة في شؤون لبنان الداخلية، وألا تدع إيران تقرّر بمفردها أصول اللعبة فيه.

غير أن مكانة الأسد في الشرق الأوسط آخذة في التعزّز ليس بفضل لبنان فقط. ففي الأسبوع الفائت عقد الرئيس السوري لقاء مع إياد علاوي، المرشح لرئاسة الحكومة العراقية، ولقاء آخر مع مقتدى الصدر، الزعيم الشيعي الانفصالي، وذلك بهدف تسريع عملية إقامة حكومة جديدة في العراق. ويبدو أن جهود الوساطة التي يقوم الأسد بها تتجاوب مع تطلعات واشنطن، التي ترى فيه قناة مقبولة لإيجاد حل في العراق.