· يهدد [الأمين العام لحزب الله] السيد حسن نصر الله بإحراق لبنان كله في حال صدور قرار من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان يقضي بمعاقبته. وفي نهاية الأسبوع الفائت عقد نصر الله مؤتمراً صحافياً من خلال شاشة كبيرة، ودُعي إليه صحافيون طرحوا أسئلة مهّدت له الطريق لإطلاق تهديداته. كما أنه حاول توريط رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، عن طريق الادعاء أن هذا الأخير سرّب له استنتاجات المحكمة الدولية التي تجري تحقيقاً يتعلق بعملية اغتيال [رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق] رفيق الحريري قبل خمسة أعوام.
· لكن في هذه الأثناء، فإن التحالف بين سورية ولبنان آخذ في التعزّز، وعلى ما يبدو، فإن [الرئيس السوري] بشار الأسد وسعد الحريري، مع كل من تركيا والسعودية، يحاولون سحب علبة الثقاب من يد نصر الله.
· وبطبيعة الحال، فإن نصر الله يتهم سعد الحريري وأعضاء المحكمة الدولية بخدمة مصالح إسرائيل، وحجته هي أن الموساد قام بالسيطرة على شبكة الهواتف في لبنان، وحاول من خلال ذلك أن يورط حزب الله.
· لكن على الرغم من تهديدات نصر الله، فإن هناك تطورات مهمة أخرى تتعلق بعملية السلام، فالعاهل السعودي الملك عبد الله، الذي يعتبر عرّاب الحكومة اللبنانية، سيقوم في نهاية الأسبوع الحالي بأول زيارة له إلى لبنان. وفضلاً عن ذلك، يمكن القول إن التحالف الجديد بين زعماء سورية ولبنان ينطوي على احتمالات كبيرة لإضعاف "محور الشر"، ويبدو أن السعودية لن توفر أي جهد ممكن من أجل زعزعة نظام آيات الله [في إيران].
· في المقابل، فإن تحركات السعودية تنطوي على إشارة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، فحواها أنها تقوم بإعادة ترتيب الأوراق في محور الأشرار شرط أن تقوم إسرائيل بالرد على مبادرة السلام العربية، التي وُلدت في السعودية وحظيت بتأييد جارف في مؤتمر القمة العربية في بيروت [سنة 2002]، ولا تزال إسرائيل تغض الطرف عنها منذ ثمانية أعوام.
ولا شك في أن مبادرة السلام العربية هذه تتضمن معادلات لحل المشكلات الملحة كلها، وهي: مفاوضات مباشرة مع [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس شرط أن تتعهد إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة؛ سلام كامل وعلاقات طبيعية مع 45 دولة عربية وإسلامية شرط أن تتعهد إسرائيل بالانسحاب إلى خطوط 1967، الأمر الذي يمهّد الطريق تلقائياً لاتفاق سلام مع سورية. كما أنها تتضمن تقسيم القدس، وإيجاد حل "بموافقة الأطراف كلها" لموضوع حق العودة.