إسرائيل لن تتعاون مع التحقيق الذي يقوم به مجلس حقوق الإنسان بشأن أحداث قافلة السفن
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

لا تنوي إسرائيل التعاون مع التحقيق الذي سيجريه مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن أحداث قافلة السفن التي كانت متوجهة إلى غزة. ووفقاً لمسؤول رفيع المستوى في القدس، فإن وزارة الخارجية ووزارة الدفاع وكذلك مسؤولين كبار في ديوان رئيس الحكومة يعتقدون أن التعاون مع لجنة التحقيق سيمنح الشرعية لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، الذي يعمل ضد إسرائيل بصورة منهجية.

إن قرار عدم التعاون مع اللجنة لم يُتخذ رسمياً حتى الآن، لكن من المرجح أن يتم اتخاذه بالتزامن مع قرار ثان يقضي بالتعاون مع فريق تقصٍّ آخر سيعينه الأمين العام للأمم المتحدة. ومن المتوقع أن يدرس هذا الفريق استنتاجات لجنة تيركِل لدى نشرها، واستنتاجات التحقيق الذي تقوم به تركيا في موضوع القافلة.

ومن المفترض أن تقدم لجنة التحقيق التابعة لحقوق الإنسان استنتاجاتها إلى المجلس في أواسط أيلول/ سبتمبر المقبل، وحتى ذلك الحين، سيترتب عليها المجيء إلى إسرائيل وغزة وتركيا. وكما تبدو الأمور في هذه اللحظة، فإن إسرائيل لن تتعاون مع اللجنة، ولذا، فإنها لن تسمح لأعضائها بدخول إسرائيل.

وفي نهاية الأسبوع، واصلت إسرائيل استعدادتها لمواجهة احتمال انطلاق قافلة سفن أخرى من لبنان. والاعتقاد السائد هو أن سورية وحزب الله يقفان وراء هذه القافلة، ويشجعان على انطلاقها من أجل صرف الانتباه عن استنتاجات التحقيق الدولي في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري، التي من المتوقع نشرها قريباً.

وقد وجه وزير الدفاع إيهود باراك رسالة متلفزة خاصة إلى لبنان في نهاية الأسبوع طلب فيها من حكومته وقف قافلة السفن. وقال باراك في رسالته: "نرى أنه من الملائم أن نوضح أن هذه القافلة تشكل استفزازاً لا لزوم له، شأنها شأن قوافل سابقة. نحن نعتبر الحكومة اللبنانية مسؤولة عن منع القافلة من المغادرة، وإذا غادرت فإن عليها مرافقة سفن سلاح البحرية إلى أسدود. وفي حال غادرت القافلة على الرغم من كل شيء ورفضت مرافقة سفن سلاح البحرية إلى أسدود، فلن يكون هناك خيار سوى وقفها".

وفي نهاية الأسبوع، انضم إلى هذا التحذير الإسرائيلي كل من مبعوث الرباعية الدولية طوني بلير والناطق بلسان الأمين العام للأمم المتحدة، اللذين دعيا منظمي القافلة إلى عدم محاولة اختراق الحصار البحري وإلى نقل المساعدات إلى غزة بصورة منظمة عبر ميناء أسدود أو ميناء العريش. وقد نجمت دعوة الأمم المتحدة هذه عن تدخل هادئ وضغوط تمارسها الولايات المتحدة من وراء الستار على الأمم المتحدة، رغبة منها في منع نشوب مواجهات وتوتر في المنطقة قد يعرقلان جهودها الرامية إلى استئناف المحادثات [المباشرة] بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.