رئيس الحكومة الذي يتجاهل تصريحات الرئيس السوري إلى صحيفة "السفير" هو مجرم السلام
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       "موقفنا واضح، وهو حين تتهيأ الظروف وتعود الأرض كاملة، طبعاً نحن سنوقع اتفاقية السلام بغض النظر عن هوية الحكومة الإسرائيلية أو توجّه الإدارة الأميركية.... ما فائدة السلام لو كانت السفارات مطوّقة ولا تجارة أو سياحة أو أي تبادل بين الطرفين؟... هذا ليس سلاماً، هذه اتفاقية وقف إطلاق نار دائم، وهذا ما أقوله للزوار الذين يأتون إلينا للحديث عن المسار السوري في السلام: ما نريده هو سلام شامل، أي علاقات طبيعية. ومن هنا، نقول إن هناك فارقاً بين السلام واتفاقية سلام" ـ هذا ما صرّح به الرئيس السوري بشار الأسد، الأسبوع الفائت [5 تموز/ يوليو 2010] إلى صحيفة "السفير" اللبنانية، وقد قيلت هذه التصريحات للقراء العرب لا الغربيين، ومع ذلك، فإنها لم تحظ بأي اهتمام لدينا.  

·       كان يجب أن تحتل هذه التصريحات العناوين الرئيسية خلال الأسبوع الفائت والأسابيع اللاحقة، فـ [الرئيس المصري السابق] أنور السادات صرح بأقل من ذلك قبيل زيارته لإسرائيل، وتأثرنا كثيراً بتصريحاته في حينه، لكننا الآن نتجاهل تصريحات الأسد بصورة فظة. إن الاستنتاج الوحيد الذي يمكن أن نستخلصه من ذلك هو أن إسرائيل لا ترغب في السلام مع سورية، وتفضل الجولان على السلام مع أحد أكبر وأخطر الدول المعادية لها.

·       تصوروا ما الذي كان سيحدث لو أننا نهضنا من أنقاض مكانتنا المنهارة، ووقّعنا اتفاق سلام الآن مع سورية؛ كيف كانت الأجواء العالمية إزاءنا ستتغير رأساً على عقب، وكيف كان "محور الشرّ" سيتصدع وكيف كانت مواقع إيران ستضعف؛ وكيف كان حزب الله سيتلقى ضربة أقوى من الضربات التي تلقاها خلال حروب لبنان كلها. ولربما كان سيتم الإفراج أيضاً عن الجندي غلعاد شاليط الأسير لدى حركة "حماس" التي تتخذ من دمشق مقراً لها.

إن رئيس الحكومة الذي يتجاهل هذه الاحتمالات كلها هو مجرم بحق السلام. وبدلاً من مسيرة شاليط التي انتهت، فإنه كان يجب أن تنطلق هذا الأسبوع مسيرة أخرى أكثر شعبية تطالب إسرائيل بالسلام مع سورية الآن. غير أن مثل هذه المسيرة لن تنطلق هذا الأسبوع، وعلى ما يبدو، فإنها لن تنطلق أبداً. لماذا؟ لأنها بحاجة إلى جرأة كبيرة، ولأن الأسد كان على حق عندما قال لصحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية إن "المجتمع الإسرائيلي ينزاح نحو اليمين أكثر فأكثر، وهو غير مؤهل لصنع السلام مع سورية".