خطابات زعيم حزب الله تؤثر في الرأي العام الإسرائيلي أكثر من أي كلام زعيم عربي آخر
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قال العقيد رونين، وهوضابط رفيع المستوى في الاستخبارات الإسرائيلية إن زعيم حزب الله الشيخ حسن نصر الله هو أول زعيم عربي، منذ الرئيس المصري جمال عبد الناصر في سيتينيات القرن الماضي، يملك القدرة على التأثير في الرأي العام الإسرائيلي من خلال خطاباته. وقد درس العقيد رونين، في سياق دراساته العليا في جامعة حيفا، خطابات نصر الله خلال حرب لبنان الثانية، التي بدأت قبل أربع سنوات في مثل هذا اليوم.

ويشغل العقيد رونين منصب ضابط الاستخبارات الرئيسي في قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، كما شغل في السابق مناصب عليا في دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية، وقد حلل في دراسته 10 خطابات لنصر الله تم بثها خلال أيام من حرب الـ 34.

يقول العقيد رونين في دراسته إنه ما عدا الصواريخ التي تم إطلاقها على إسرائيل، فإن الخطابات كانت هي السلاح الهجومي الوحيد الذي استخدمه حزب الله في الحرب. وقد تمت تغطية خطابات نصر الله على نطاق واسع في إسرائيل خلال حرب سنة 2006، وقوبلت بردود عنيفة من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين. ويقول رونين إن اللغة ومضمون الخطابات تأثرا بفهم نصر الله لتطور الحرب، الذي استند فيه إلى معلومات من الميدان، كما يقول إنه لو قام صنّاع القرار الإسرائيليون بتحليل هذه الخطابات في وقتها، لكان مسار الحرب تغير.

ويضيف رونين أن نصرالله ركز في خطاباته على كلمة "الصمود" من أجل تعزيز الوحدة الاجتماعية والتضامن بين اللبنانيين وبين مقاتلي حزب الله والمدنيين الشيعة.

كما ركز نصر الله على ما اعتبره دليلاً على ضعف الجيش الإسرائيلي، وكانت نقطة الضعف الإسرائيلية، كما رآها، هي قلق إسرائيل جرّاء الخسائر الاقتصادية والخسائر في الأرواح البشرية الناجمة عن صواريخ حزب الله. وكتب رونين أن نصر الله حاول طوال فترة الحرب، وبشكل منهجي، تقويض ثقة الإسرائيليين بقيادتهم السياسية والعسكرية.