من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن الصفقة التي جرى التوصل إليها في نهاية الأسبوع الماضي، والتي تقضي بشراء مدير عام شركة "مكور ريشون" شلومو بن تسفي صحيفة "معاريف" بمبلغ 84 مليون شيكل، هي خطوة مشجعة بالنسبة إلى الصحف في إسرائيل، لا سيما وأن الصحيفة كانت تواجه خطر الإغلاق نتيجة تراكم ديون وخسائر تقدر بمئات الملايين من الشيكلات. لقد كان إغلاق صحيفة عريقة وذات انتشار واسع مثل "معاريف" ليشكل ضربة للإعلام الحر في إسرائيل، كما كان ليؤدي إلى صرف أكثر من 2000 موظف بينهم مئات الصحافيين. من هنا فإن شراء "مكور ريشون" للصحيفة، حتى لو أدى ذلك إلى صرف جزء قليل من الموظفين فيها، هو أمر مشجع في هذا الزمن الصعب للصحافة المكتوبة في إسرائيل، ولوسائل الإعلام عامة.
· ليس سراً أن مواقف "هآرتس" تختلف عن مواقف "معاريف"، وعن مواقف شركة "مكور ريشون"، ومن المعروف أيضاً أن بن تسفي، مدير عام الشركة، هو شخصية يمينية بارزة، ومن سكان مستوطنة إفرات، وهو يختلف عن أصحاب الصحيفة الحاليين [المقصود هنا رجل الأعمال نوحي دنكر]، الذين اشتروها من أجل أهداف اقتصادية وشخصية. فبن تسفي شخص مهني، وشراؤه للصحيفة هو خطوة صحيحة، حتى لو أدى ذلك إلى صبغها بصبغة سياسية واضحة، لكنه في المقابل سيحافظ على مستواها المهني وسيعمل على صون حرية التعبير.
· إن تدهور الساحة الإعلامية في إسرائيل يجب ألاّ يشكل مصدر قلق للصحافيين الذين يشعرون بأن مصدر رزقهم في خطر فحسب، بل أيضاً لكل مواطن محب للديمقراطية ومدرك لأهمية الصحف ذات التوجهات المتعددة والمختلطة والحرة. إن خطر إغلاق صحيفة أو محطة تلفزيونية لا يقل عن خطر إلحاق الضرر بأي مؤسسة ديمقراطية، سواء أكانت جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان أم مؤسسات مراقبة تطبيق القانون.