الحرب الوحيدة التي ستخوضها إسرائيل في الصيف الحالي تتعلق بتراجع شرعيتها في العالم
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       مرة أخرى يُطرح في الآونة الأخيرة السؤال التالي: هل ستندلع حرب في الصيف الحالي؟ لا بُد من القول إن هذا السؤال، في ضوء أوضاع الشرق الأوسط، لا يُعتبر سؤالاً غبياً، ذلك بأن التقديرات لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية سبق أن تحدثت عن ثلاثة محاور تجري فيها عمليات بناء قوة عسكرية في مواجهة إسرائيل، تشمل كلاً من سورية وحزب الله و"حماس". ووفقاً لهذه التقديرات، فإنه كان من المفترض أن تبلغ هذه العمليات مرحلة النضوج في العام الحالي، وعندها، فإن احتمالات قيام العدو في أي من هذه المحاور الثلاثة بشن حرب، تصبح كبيرة للغاية.

·       غير أن عمليات بناء القوة في كل من المحاور الثلاثة لم تبلغ مرحلة النضوج حتى الآن، فحزب الله لم يتسلح بالكمية المطلوبة من صواريخ أرض ـ أرض الطويلة المدى من طراز M-600، بما يكفي لتهديد وسط إسرائيل لفترة طويلة، وذلك لم يكن من قبيل المصادفة، وإنما بسبب تهديدات أطلقتها إسرائيل وأسفرت عن قيام العالم بممارسة ضغوط على السوريين لوقف تزويد الحزب بهذه الصواريخ.

·       كذلك، فإن حركة "حماس" لم تستكمل عملية إقامة التحصينات والتزود بالأسلحة المطلوبة، وذلك نتيجة الحصار المفروض على غزة، وأساساً من جانب مصر. ولا شك في أن رفع الحصار مؤخراً سيسفر عن عودة وتيرة تزوّد هذه الحركة بالأسلحة والتكنولوجيا إلى الوتيرة التي كانت قائمة قبل قيام إسرائيل بشن عملية "الرصاص المسبوك" العسكرية على القطاع.

·       أمّا الجيش السوري فإنه لم يحقق القفزة التي خطّط لها في مجال تعزيز عناصر قوة الردع التي يملكها إزاء إسرائيل، بل إن آخر تقرير متعلق بميزان القوى العسكرية بين إسرائيل والدول العربية، والذي صدر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS في واشنطن أكد أيضاً أن هناك انخفاضاً في مستوى القوة العسكرية التقليدية لسورية، فضلاً عن أن الفجوة العسكرية في ميزان القوى بينها وبين إسرائيل لمصلحة هذه الأخيرة لم تتغير منذ أواسط الثمانينيات في القرن الفائت.

·       في موازاة ذلك كله، فإن الباحثين في هذا المعهد الأميركي يشككون في احتمال انضمام سورية وحزب الله، تلقائياً، إلى حرب ضد إسرائيل بسبب نزوة إيرانية متعلقة بردة فعلها على تشديد العقوبات المفروضة عليها.

·       وبشكل عام، فإن تقرير المعهد نفسه يؤكد أن إسرائيل مستمرة في الحفاظ على تفوقها في مقابل أعدائها، بما فيهم إيران، في مجالات كثيرة مثل الصواريخ الطويلة المدى، والذراع الجوية الاستراتيجية الطويلة المدى، والأسلحة النووية، والمنظومات المضادة للصواريخ من مختلف الأصناف.

·       في المحصلة العامة، يمكن القول إن إسرائيل تتحدث عن خطر مصيري يتهدد وجودها في المستقبل من جانب إيران، في حين أنها هي نفسها تشكل، منذ فترة طويلة، خطراً مصيرياً على أعدائها كلهم، وهذا الخطر يتفاقم بصورة دائمة.

إن أي عنوان من العناوين "الأمنية" في الأسابيع القليلة الفائتة ـ المتعلقة بالأزمة مع تركيا، وأحداث قافلة السفن إلى غزة، ورفع الحصار المفروض على غزة، وقضية [الجندي الإسرائيلي الأسير لدى "حماس"] غلعاد شاليط ـ لا ينبئ باحتمال اندلاع حرب في الصيف الحالي. وعلى الرغم من أن هذه العناوين كلها كبيرة وصاخبـة، إلا إنها لا تتطرق فعلاً إلى الأخطار المصيرية الماثلة أمام إسرائيل، ذلك بأنها مرتبطة بـ "حرب أخرى" عنوانها تأكل شرعية إسرائيل في العالم، وتأكل مناعة المجتمع الإسرائيلي. وعلى ما يبدو، فإن هذه الحرب التي مُنينا بالخسارة فيها حتى الآن، هي التي ستستمر في الصيف لكن بقوة أكبر.