[أجرت الصحيفة مقابلة مع اللواء في الاحتياط عاموس غلعاد، رئيس الطاقم الأمني - السياسي في وزارة الدفاع وإحدى أهم الشخصيات الإسرائيلية التي على صلة مباشرة مع مصر، وعرض فيها مواقفه من انتخاب محمد مرسي رئيساً للجمهورية المصرية وتأثير ذلك في الوضع على الحدود مع مصر وفي قطاع غزة. وفيما يلي مقتطفات لأبرز ما جاء في هذه المقابلة:]
· أبدى غلعاد حذره من الربط في الفترة الحالية بين حركة "حماس" وبين حركتها الأم "الإخوان المسلمين". وشدد على أنه بمعزل عن التطورات في المنطقة، تواصل "حماس" تسلحها وتزيد عدد صواريخها وتحسن نوعية هذه الصواريخ. وأضاف: "نظراً إلى أن إيران لم تعد تعتمد على ‹حماس›، فإنها تسلح تنظيمات أخرى مثل ‹الجهاد الإسلامي›."
· ورأى غلعاد أنه إذا أرادت "حماس" التهدئة في غزة، فهي قادرة على تحقيق ذلك، مؤكداً عدم وجود أي تفاهمات أو اتفاقات بين إسرائيل والحركة بهذا الصدد، كما استبعد أن تعاود "حماس" عملياتها ضد إسرائيل، لأن الردع ما زال قائماً، مشيراً إلى ضرورة أن تبقى إسرائيل في حالة جهوزية، وقال: "لدينا قدرات تكنولوجية وعملانية مذهلة، وتشكل منظومة القبة الحديدية جزءاً من هذه القدرات."
· أمّا عن شعوره لدى إعلان فوز محمد مرسي بالرئاسة المصرية فقال: "شعرت بالتماهي مع الموقف الإسرائيلي القائل بأننا نتوقع من المصريين احترام الاتفاقات المعقودة، لأن هذا في مصلحة الجميع. ليس مهماً ما قاله المصريون أو ما لم يقولوه، وإنما المهم ما يجري على أرض الواقع. إن مصر هي زعيمة العالم العربي، وهي دولة مهمة جداً ولها تأثير في معسكر السلام، وإذا غيرت مواقفها، لا سمح الله، فسيترتب على ذلك نتائج هائلة."
· يلتزم غلعاد السياسة الرسمية الحذرة تجاه نتائج الانتخابات المصرية، ويقول في هذا الشأن: "لا أريد الغرق في التقديرات المتشائمة. لقد أثنت الحكومة الإسرائيلية على العملية الديمقراطية التي جرت هناك، ودعت إلى احترام الاتفاقات، بما في ذلك المتعلقة بسيناء. إن هدف السياسة الإسرائيلية المحافظة على الوضع الاستراتيجي المهم القائم بين الدولتين. في المقابل، على أجهزة الاستخبارات والأطراف الأخرى التي تهتم بالموضوع أن تكون واعية جداً لأي تغيير يطرأ على المحيط من حولنا. إن ما نشهده ليس ربيعاً عربياً وإنما اضطرابات، وعلينا قيادة سفينتنا وسط بحر هائج في الاتجاه الصحيح."
· يعترف غلعاد بأنه على الرغم من رغبة إسرائيل في المحافظة على الوضع الذي كان قائماً مع مصر، فإن القيادتين الأمنية والسياسية تستعدان للسيناريوهات الأخرى، مشيراً إلى نقاشات عميقة جداً تجري بعيداً عن الأضواء بشأن ما يحدث في مصر، وموضحاً أن العمل يتركز ضمن حلقتين: حلقة مباشرة، حيث التركيز على معرفة كيفية العمل للمحافظة على الوضع القائم، وحلقة أبعد هدفها درس التغيرات التي يمكن أن تحصل وانعكاساتها على جدول الأولويات."
· لا يقف غلعاد موقفاً متشائماً إزاء ما يجري في مصر لأنه يرى أن في مصلحة الحكم الجديد إنهاء الإرهاب في سيناء، مشدداًعلى ضرورة المحافظة على كل قنوات الاتصال مع مصر، وعلى أهمية البقاء يقظين إزاء كل ما يطرأ.
أمّا فيما يتعلق بالأوضاع في سورية، فيرفض غلعاد المراهنة على موعد سقوط نظام بشار الأسد، لكنه يشير إلى أن ما يحدث على هذه الجبهة يثير القلق، ولا يتعلق الأمر فقط باحتمال انتقال السلاح إلى حزب الله. وهو يقول في هذا الشأن: "إن ما يقوم به الأسد هو ببساطة تدمير القاعدة التي يجلس عليها، فهو يقتل بصورة وحشية وغير عقلانية ويجعل نفسه مكروهاً من العالم العربي بأكمله. ويتعين علينا أن نكون يقظين إزاء تقدم إرهاب القاعدة من هناك في اتجاهنا، كما علينا أن نحذر من نشوء أزمة إنسانية قاسية."