· لا شك في أن الأوضاع في مصر معقدة أكثر مما تبدو للعين المجردة، ويمكن القول إن كثيرين من الذين أيدوا محمد مرسي، مرشح حركة "الإخوان المسلمين" في انتخابات الرئاسة المصرية، لم يفعلوا ذلك من منطلق حبهم له، بل أساساً بدافع خوفهم من عودة رموز النظام السابق إلى سدة الحكم، وفي المقابل كان هناك كثيرون أيدوا أحمد شفيق خوفًا من إقامة دولة شريعة إسلامية في مصر على غرار الجمهورية الإسلامية في إيران.
· ما يتعين علينا فعله الآن هو أن ننتظر كي نرى كيف سيواجه الرئيس المصري المنتخب المشكلات العويصة الماثلة أمام بلده، وفي مقدمها مشكلة الأمن الشخصي، والأوضاع الاقتصادية المتدهورة، وتراجع السياحة.
· والسؤال المطروح الآن هو: هل سيتجه الرئيس المنتخب نحو التحالف مع التيار السلفي المتطرّف، أم نحو المصالحة مع جميع التيارات السياسية الأخرى وإحلال الاستقر ار في البلد؟ وما يمكن تقديره هو أن مرسي سيتجه نحو المصالحة والاستقرار، ذلك بأن هذه الطريق ستضمن له استمرار تدفق المساعدات الخارجية الأميركية، وتأييد أوروبا، وشرعية دولية عامة.
· ولقد سبق لمرسي أن صرّح بأنه سيحترم جميع الاتفاقات الدولية التي وقعتها مصر، بما في ذلك اتفاق السلام مع إسرائيل. وعلينا أن ننتظر كي نرى ما إذا كان سيفي بتعهده هذا. في المقابل، يتعين على إسرائيل أن تستمر في التصرّف بحكمة ومسؤولية إزاء كل ما يمكن أن يحدث في مصر، كما فعلت حتى الآن.
أمّا فرحة حركة "حماس" في قطاع غزة بفوز مرسي فليس لها ما يبررها، وسرعان ما سيتبين لهذه الحركة أن لدى السلطة المصرية الجديدة جدول أعمال خاصًا بها في المرحلة المقبلة.