· رغم فشل المفاوضات الأخيرة التي دارت في موسكو بين الدول الست الكبرى وإيران، فإن هذا لا يعني نهاية المساعي الدبلوماسية. ومن الواضح أن الحكومات الأوروبية ستتشدد في فرض عقوبات بينها قرار وقف استيراد النفط من إيران في بداية تموز/ يوليو، بالاضافة إلى رزمة عقوبات قد تفرضها الولايات المتحدة. ومن المحتمل أن توحي الإدارة الأميركية بأنها لا تستبعد الخيار العسكري. وسوف تحاول الدول الغربية استغلال زيادة الضغط على إيران من أجل إعادتها إلى المفاوضات، والضغط عليها لتقديم تنازلات أكبر.
· إن فشل المفاوضات سيقرب كل الأطراف من ساعة الحقيقة، وسيدفع إيران إلى أن تقرر مدى استعدادها لتقديم تنازلات لمواجهة العقوبات، وربما ستظهر استعدادها لتقديم تنازلات تكتيكية، ما دام ذلك لا يغلق أمامها الطريق إلى السلاح النووي. في المقابل سيكون على الإدارة الأميركية أن تقرر، في ضوء التقدم المستمر للمشروع النووي الإيراني، ما إذا كانت ستفي بوعودها بمنع إيران من صنع السلاح النووي، حتى من خلال العمل العسكري، أم أنها ستقر بعجزها عن كبح إيران وستنتقل إلى سياسة احتوائها وردعها عن استخدامه.
· كما أن فشل المحادثات سيضع إسرائيل في مواجهة وضع معقد للغاية. فقد كانت إسرائيل تتخوف من احتمال أن تؤدي هذه المحادثات إلى اتفاق كثير الثغرات يسمح لإيران بمواصلة سعيها نحو السلاح النووي، وهذا الأمر لم يحدث الآن، لكنه قد يحدث مستقبلاً. لكن من جهة أخرى، ورغم فشل المساعي السياسية في الوقت الحاضر، فإن هذا لن يفسح المجال أمام الخيار العسكري، وستواصل الدول الأوروبية معارضتها لهذا الخيار، ومن المحتمل أن تقول الإدارة الأميركية إن الظروف لم تنضج بعد، وإنه يجب الانتظار لرؤية تأثير العقوبات.
في حال حدوث ذلك، فإن إسرائيل ستعود على الأرجح إلى توجهها المعروف الذي ساهم في زيادة الضغط على إيران، أي أنها ستوضح بأن فشل المحادثات دليل على إصرار إيران على الحصول على السلاح النووي، وإن حظوظ كبح إيران بالوسائل الديبلوماسية ضعيفة، وإن الوقت المتبقي لكبح إيران، حتى بواسطة العمل العسكري، آخذ بالنفاذ.