من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· في الأسبوع الماضي، غيرت حركة الاحتجاج الاجتماعي التي مرّت خلال الصيف الماضي من دون أي ظهور للعنف من طابعها. كما غيرت شرطة إسرائيل، التي واجهت احتجاجات الصيف، برحابة صدر، سياستها، وكانت النتيجة نهاية أسبوع عنيفة من جانب الشرطة ومن جانب المحتجين لم نشهدها خلال فترة الاحتجاج السابق.
· تعود بذور العنف الذي برز في سلوك المتظاهرين الذين قاموا باغلاق الطرق وتحطيم زجاج فروع المصارف إلى اليوم السابق حين قامت قوات الشرطة وحراس بلدية تل أبيب باستخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين الذين أرادوا نصب بضعة خيم في ساحة روتشيلد. إن توقيف الشرطة عشرات المتظاهرين واستخدام العنف ضدهم مما أدى إلى إصابة بعضهم بجروح، تسبب بتظاهرات احتجاجية كبيرة ضد عنف الشرطة نهاية يوم السبت، ردت عليها الشرطة بعنف، مما أدى إلى رد مماثل من جانب المتظاهرين، وارتد الأمر سلباً على الطرفين.
· لقد كانت قوة الحركة الاحتجاجية في الصيف الماضي كامنة في قدرتها على استنهاض جمهور واسع، وحشد تظاهرات كبيرة شاركت فيها شرائح مختلفة من المجتمع. لكن في حال انتقل الاحتجاج إلى مرحلة العنف، فإنه قد يخسر جزءاً كبيراً من مؤيديه، من أبناء الطبقة الوسطى وغيرهم. وتدل تجربة العالم الغربي على أن التظاهرات العنيفة تبعد عنها الكثير من الأشخاص، وتتسبب أحياناً بنهاية الاحتجاج الاجتماعي. ورغم اللوم الذي يمكن أن نوجهه إلى شرطة إسرائيل لاستخدامها العنف ضد المتظاهرين، فقد كان من الأفضل لو لم يرد هؤلاء باستخدام العنف، لأن ذلك لا يخدم أهدافهم.
إن القرار الذي اتخذه رئيس بلدية القدس بمنع نصب الخيم الاحتجاجية في ساحة روتشيلد هو قرار غير حكيم، ويتعين على شرطة إسرائيل أن تغير فوراً نظرتها وتعاملها مع حركات الاحتجاج الشرعية. كما على قادة الاحتجاج دعوة مناصريهم إلى تفادي العنف حتى لو كان سلوك الشرطة غير مقبول.