زيارة بوتين إلى إسرائيل
المصدر
The Jerusalem Post

صحيفة يومية تصدر باللغة الإنكليزية، تأسست في سنة 1933، وكان اسمها في البداية "فلسطين بوست" إلى أن غيّرته في سنة 1950 إلى جيروزالم بوست. تصدر عنها نسخة باللغة الفرنسية. حتى الثمانينيات من القرن الماضي، انتهجت خطاً يسارياً، وكانت قريبة من حزب العمل الإسرائيلي، لكنها غيّرت توجُّهها وأصبحت قريبة  من اليمين، ومن الوسط في إسرائيل.

·       في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لاستقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم، من الصعب تجاهل نقاط الخلاف الكثيرة بين الدولتين. فعلى الرغم من العلاقات القوية التي تربط بين موسكو والقدس، يقوم الكرملين بتقديم مساعدة مهمة إلى دول تكنّ العداء الشديد لإسرائيل، مثل إيران وسورية.

·       لقد قامت روسيا بتزويد سورية بصواريخ كروز وأنواع أخرى من السلاح دفعت ثمنه إيران، وانتقل بعض هذا السلاح إلى حزب الله. كما أن القاعدة العسكرية الروسية الوحيدة التي تقع خارج الأراضي الروسية موجودة في سورية، ناهيك بقيام روسيا بتزويد إيران بمعرفة نووية أساسية.

·       لقد نجحت روسيا في تطوير علاقات اقتصادية وعسكرية مع ألد أعداء إسرائيل، مما يفسر معارضة موسكو الشديدة الإطاحة ببشار الأسد، ومعارضتها فرض عقوبات صارمة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية لكبح مشروعها النووي، وكلا الأمرين (الإطاحة والعقوبات) يصبان في مصلحة إسرائيل.

·       على الرغـم من هذه التطورات فقد طرأ تحسن ملمـوس على العلاقـات الإسرائيلية – الروسية خلال العقدين ونصف العقد الماضيين. واليوم، ومع أن الروس لا يعملون لمصلحة إسرائيل في المنطقة، إلا أنهم ليسوا معنيين بتقويض الدولة العبرية. وقد لا تتطابق المصالح الإسرائيلية مع المصالح الروسية، لكن نقاط الخلاف بينهما هي في الغالب نتيجة رغبة موسكو في التصدي للنفوذ الأميركي في المنطقة، أكثر مما لها علاقة  بالنوايا الروسية تجاه إسرائيل.

·       ثمة عوامل كثيرة ساهمت في التقارب بين روسيا وإسرائيل، منها وجود مليون مهاجر روسي في إسرائيل، وكون روسيا هي البلد الثاني بعد الولايات المتحدة من حيث عدد السياح الذين يقومون بزيارة إسرائيل، وهناك علاقات اقتصادية وثقافية قوية بين البلدين.

·       مما لاشك فيه أن المحادثات التي سيجريها بوتين مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ستتمحور على النقاط الخلافية، وتحديداً على موضوعي إيران وسورية، ورغم العلاقات الحارة التي تربط بين روسيا وإسرائيل، فمن غير المتوقع أن تنجح إسرائيل في التأثير على السياسة الروسية تجاه كل من إيران وسورية.

·       في إمكان إسرائيل أن تعرض الكثير على روسيا خاصة في مجال التكنولوجيا العسكرية، لا سيما وأن موسكو كانت قد أظهرت اهتمامها بالطائرات من دون طيار، وعبرت عن رغبتها في تطوير مثل هذا النوع من الطائرات بالتعاون مع إسرائيل. ثمة أمر آخر باستطاعة إسرائيل أن تعرضه على روسيا هو التعاون معها في توزيع الغاز الطبيعي المكتشف قرب الشواطىء الإسرائيلية، ومن شأن هذا التعاون أن يحسن إلى حد كبير العلاقات الاقتصادية بين الدولتين.

·       ترغب موسكو بعلاقات جيدة مع العالم الإسلامي ومع دولة إسرائيل في آن معاً، لكنها من ناحية أخرى ترغب في الدفاع عن مصالحها ولو أدى ذلك إلى الابتعاد عن إسرائيل عبر بيع السلاح إلى سورية أو عبر الضغط في اتجاه حل دبلوماسي للأزمة مع إيران.

في الماضي، استجاب الروس للمطالب الإسرائيلية وأوقفوا شحنة صواريخ "إس- 300" البعيدة المدى إلى إيران، إلآ أنه من غير المرجح أن تغير روسيا مواقفها المبدئية من موضوع إيران. وعلى الرغم من ذلك ينبغي إسرائيل أن توضح لبوتين أن الخيارت كلها ما زالت مطروحة على الطاولة، وإذا كان بوتين لا يريد أن تصل إسرائيل إلى نقطة تشعر فيها أنها محاصرة،  فإنه يتعين على الرئيس الروسي المنتخب استخدام نفوذه لوقف سعي إيران نحو امتلاك السلاح النووي قبل فوات الأوان.