من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· يظهر التصعيد والمذابح في سورية التناقض الصارخ بين التنديد الدولي بالنظام السوري ودعوات الرئيس باراك أوباما وزعماء آخرين الأسد إلى التنحي، وبين عجز الولايات المتحدة والمجتمع الدولي عن القيام بأي شيء.
· ومع أن الغرب يفضل انتهاء هذه الأزمة برحيل الأسد ونظامه، ومع أن ما هو مطروح في سورية أهم بكثير مما كان مطروحاً في ليبيا، إلاّ إن الغرب غير متحمس للتدخل العسكري هناك، وذلك لأسباب مختلفة، منها: الانتخابات في الولايات المتحدة، والأزمة الاقتصادية الحادة، والتعب بعد التدخل في ليبيا، ومعارضة روسيا والصين، والغموض الذي يكتنف المعارضة السورية وتشرذمها، والأهم من هذا كله التخوف من أن يتطلب التدخل العسكري الخارجي في مواجهة الجيش السوري مجهوداً عسكرياً مكثفاً، وربما تدخلاً برياً، الأمر الذي قد يؤدي إلى حرب أهلية طويلة.
· إن هذه الذرائع، التي لا يستند جزء منها إلى أي أساس، لا توازي في أهميتها سقوط نظام الأسد الذي سيجعل طهران تخسر رصيداً استراتيجياً مهماً، الأمر الذي سيشكل ضربة قوية لها في ذروة سعيها للحصول على السلاح النووي، وسيؤدي إلى تفكك الكتلة الراديكالية - إيران وسورية وحزب الله في لبنان- التي تهدد إسرائيل، فأي نظام سيحل محل نظام الأسد، حتى لو لم يكن صديقاً لإسرائيل، سيكون حاقداً على حزب الله وإيران لدعمهما الكبير للنظام. كما أن غياب المحور الراديكالي، الذي كان أعضاؤه يدعمون بعضهم بعضاً، سيؤدي إلى ضعف كل عضو من أعضائه. في المقابل فإن بقاء الأسد سينفخ الروح في هذا المحور.
· إن الوضع في سورية يسير في اتجاه الحرب الأهلية، لكن من أجل التأثير في نتائجها وتقصير سفك الدماء ينبغي القيام بضغط خارجي كبير، وعدم الاختباء وراء خطة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان التي ترجمها الأسد بأنها "رخصة للقتل". إن ثمن التأخير سيكون أغلى بكثير من ثمن التدخل الآن، سواء بالدم أو من الناحية الاستراتجية.
· يتعين على المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة العمل فوراً على دعم الأطراف المهمة في المعارضة السورية اقتصادياً وتوجيهياً واستخباراتياً، وعليه تزوديهم بالسلاح المضاد للدروع والطائرات وبوسائل الاتصالات وغيرها، ويجب أيضاً طمأنة الأقلية العلوية بأنها لن تتعرض للأذى في حال سقوط الأسد.
· كذلك يجب إنشاء قواعد على الأرض على الحدود مع تركيا والأردن كممرات إنسانية وكوسيلة موضوعة تحت تصرف المعارضة، والدفاع عن هذه القواعد ضد الجيش السوري بمساعدة أطراف إقليمية ومن خلال استخدام الوسائط الجوية. في المقابل يجب تشديد العزلة السياسية والاقتصادية على سورية. وسوف يساعد الضغط الخارجي في زيادة الضغط الداخلي على النظام السوري، وهذا ما يسرع في تفكيك جيشه.
· إن الزلزال الذي تعيشه المنطقة لا يبشر إسرائيل والغرب بالخير في المدى المنظور، لكن ثمة فرصة في سورية تحديداً، وإمكان تحققها منوط بالقراءة الصحيحة للخريطة في القيادة الأميركية. ففي حال تولت الولايات المتحدة القيادة، فإن كثيرين في المنطقة سيتبعونها.