مؤسسات الأونروا تشجع اللاجئين الفلسطينيين على البطالة والإرهاب
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       هناك خمسة ملايين فلسطيني يعتبرون أنفسهم لاجئين، ويصرون على عيش حياة بائسة في المخيمات على حساب المجتمع الدولي، وحلمهم هو العودة إلى قراهم وإلى البلدات التي غادرها آباؤهم أو طُردوا منها. إن استمرار تطلع الفلسطينيين نحو تحقيق حلم العودة، الذي شكل العقبة الأساسية في وجه كل إمكانات حل النزاع، يعود إلى المساعدة التي تقدمها منظمات الإغاثة والعمل للاجئين الفلسطينيين منذ أكثر من 60 عاماً.

·       والملاحظ أن تقديم المساعدة الدولية لم يقتصر على أبناء الجيل الأول من اللاجئين الفلسطينيين، مثلما هو متعارف عليه  في الأمم المتحدة بالنسبة إلى اللاجئين الآخرين، بل ما زالت هذه المساعدات تقدم لأبناء الجيل الخامس منهم، وفي حال لم تتوقف هذه الظاهرة غير الطبيعية، فسيستمر تقديم المساعدات لجيل آخر.

·       إن المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة تشجع على نشوء أجيال من العاطلين عن العمل، ثقافتهم ثقافة الانتقام والإرهاب والعداء للعالم اليهودي ولإسرائيل. وتتحمل الأونروا وهيئات الإغاثة الأخرى، التي تمول الجهاز التعليمي في المخيمات، المسؤولية عن مناهج تعليمية تجعل من الشهيد مثلاً أعلى، وتصور اليهود على أنهم الأسوأ والأكثر وحشية بين شعوب البشرية. فهذا التعليم هو الذي يدفع التلامذة الفلسطينيين إلى القَسَم بأنهم لن يرتاحوا قبل تحرير القدس ويافا وحيفا وعكا واللد والرملة وأشدود عسقلان وبيت شان وبئر السبع، وبأنهم لن يتركوا في هذه المناطق يهودياً واحداً.

·       تعرف الولايات المتحدة، التي تقدم سنوياً 250 مليون دولار، عواقب مساعدتها هذه، كما تعرف ذلك الدول الأوروبية الأخرى المساهمة. فالذين ينفذون الهجمات هم من الذين تعلموا في مدارس الأونروا التي تقوم بصورة مباشرة بالدعاية ضد إسرائيل، وبصورة غير مباشرة ضد الولايات المتحدة الأميركية.

·       حتى الآن لم تُقدم إسرائيل على أي خطوة لوقف هذه الظاهرة غير الطبيعية مع أنه في مصلحتها، أكثر من أي طرف آخر، وقف هذا الدعم الذي يساعد على الإرهاب والكراهية. والأسوأ من ذلك، أنه عندما حاولت منظمة إيباك طرح الموضوع أمام قانونيين منعتهم وزارة الدفاع الإسرائيلية من القيام بذلك، وأيضاً عندما حاولت عضو الكنيست عينات فيلف التحرك في اتجاه مجلس الشيوخ في واشنطن للمطالبة بتعديل قانون الكونغرس الأميركي المتعلق بتمويل الأونروا وعدم منح مكانة لاجىء لأبناء اللاجئين الفلسطينيين، أرسل إليها عاموس جلعاد، رئيس الطاقم الأمني - السياسي في وزارة الدفاع، رسالة يقول فيها إن "الخط الأحمر" لتحركها يجب أن يراعي عدم إلحاق الضرر بميزانية الأونروا "التي تتطابق مع المصلحة الإسرائيلية."

·       بيد أن تمويل الأونروا هو جوهر الموضوع، والنيل منه سيقلص من نشاط هذه المنظمة المعادية لإسرائيل وسيجبر الفلسطينيين على الخروج من حياة البطالة إلى الحياة المنتجة. كذلك، فإن استمرار وجود المخيمات الفلسطينية، التي تعلم كراهية إسرائيل وتدعو إلى تدميرها والتي تنطلق منها آلاف الصورايخ على سكان إسرائيل، لا يمكن أن يتطابق، ولا بأي شكل من الأشكال، مع  المصلحة الإسرائيلية، كما يدّعي جلعاد.

·       والسؤال الذي يطرح نفسه هو التالي: لماذا لا تتزعم إسرائيل حملة سياسية عالمية ضد المؤسسات والجهات المدافعة عن استمرارية وضع اللاجىء إلى ما لا نهاية بالنسبة إلى الفلسطينيين في المخيمات ؟

وفي حال كانت غير قادرة على ذلك، لماذا تفرض قيوداً على تحرك إيباك وفيلف؟ وما المصلحة الخفية في سياسة الجلوس من دون أن نفعل شيئاً؟