الاتفاق في جنيف يبعد خيار الهجوم على إيران، لكنه لا يضمن تخليها عن مشروعها النووي
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

  • ترغب إيران بشدة وكذلك الدول العظمى، التوصل إلى اتفاق سريع في جنيف مع أن أسباب كل منهما مختلفة. فالإيرانيون يريدون ذلك بسبب الاقتصاد المنهار (نتيجة العقوبات)، في حين يرغب الغرب أن يبعد بصورة نهائية خيار الهجوم على إيران الذي يخيف الدول العظمى أكثر مما يخيف الإيرانيين. 
  • وما كانت تتخوف منه القدس تسرب أمس على الرغم من السرية الكبيرة التي تحيط بمحادثات جنيف، فلدى إيران خطة تروق للولايات المتحدة، وهي تقضي بأن يقوم الإيرانيون بتعليق جزء من نشاطهم النووي، وفي المقابل تخفف الدول العظمى من العقوبات الاقتصادية القاسية المفروضة عليهم.
  • وهكذا، بعد الاتفاق مع الأسد على نزع السلاح الكيميائي الذي لا يضمن شيئاً سوى بقاء الطاغية، يتبلور اتفاق مع خامنئي الذي نظم قبل أيام تظاهرات في طهران ضد الولايات المتحدة.
  • عملياً، يعتبر الغرب الاتفاق الذي تجري بلورته إنجازاً كبيراً لأن إيران تتعهد بوقف تخصيب اليورانيوم على درجة 20%. وهو بالنسبة لإيران إنجاز كبير، إذ مقابل تعليق التخصيب تحصل على جرعةمن أوكسيجين.
  • لقد اكتشفت إيران في هذه الجولة من المفاوضات أن في إمكانها أن تشتم أميركا وتحرق علمها، وتحصل في الأسبوع عينه على هدايا منها. وإذا استمرت الأمور كما هي عليه اليوم، فإن واشنطن ستقول بعد ستة أشهر إن الإيرانيين التزموا بما هو مطلوب منهم في الاتفاق وإنه سيكون في الإمكان حينئذ رفع العقوبات كلها. وسوف تبرر واشنطن ذلك بأن الاتفاق الذي تحقق في جنيف أوقف تقدم الساعة النووية الإيرانية وأنقذ العالم.
  • من الصعب على القدس في هذا الجو من الغبطة الراهنة، أن تفسر للعالم بأن التخفيف من العقوبات في الوضع الحالي هو بمثابة القول للإيرانيين "من فضلكم، احصلوا على القنبلة". والمذهل في الأمر أن ما يحدث سبق أن شاهدناه منذ وقت غير طويل في كوريا الشمالية.
  • أما الأمر الثاني المثير للدهشة فهو أن الإيرانيين نجحوا مع روحاني نفسه (الذي أدار سابقاً المفاوضات النووية)، في خداع العالم كله. والاتفاق اليوم، من ناحيتهم، مثلما كان في الماضي، هو من أجل ترميم الاقتصاد وتأجيل المشروع النووي العسكري لا أكثر. وفي الواقع فإن الأمور أكثر تعقيداً، فتخصيب اليورانيوم بالنسبة لإيران حق لن تتنازل عنه.
  • في هذه الأثناء لا يزال العالم يبحث عن أدلة تؤكد أن إيران بالفعل تخلت عن القنبلة النووية. ولكن لا يستطيع أحد اليوم أن يجزم بأن الاتفاق الذي يجري التوصل إليه سيكبح الحلم النووي الإيراني.
  • منذ فوز روحاني في الانتخابات ونحن نعيش سيناريو معروف سلفاً. وما جرى في جنيف هو أنه للمرة الأولى في التاريخ أوقفوا الساعة، لكنهم لم يوقفوا القنبلة. هذه هي مشكلة القدس، ولحسن  
    الحظ مشكلة الكونغرس الأميركي أيضاً.
 

المزيد ضمن العدد 1773