كيري يحذّر من اندلاع انتفاضة ثالثة في حال فشل المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

نفى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن يكون هناك أي اتفاق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية على إطلاق أسرى فلسطينيين [محتجزين في السجون الإسرائيلية] في مقابل الاستمرار في أعمال البناء في المستوطنات في المناطق [المحتلة]، وأكد أن الاتفاق كان إطلاق 104 أسرى [مسجونين منذ ما قبل اتفاقيات أوسلو] في مقابل عدم توجه السلطة الفلسطينية إلى المؤسسات الدولية، وأن السلطة الفلسطينية أوضحت أنها تعتبر المستوطنات غير شرعية ولن تصادق عليها في أي حال من الأحوال.

وأضاف كيري في سياق مقابلة خاصة أجراها معه مندوبا القناة الثانية للتلفزة الإسرائيلية وتلفزيون فلسطين مساء أمس (الخميس)، أنه يجب أن تُقام دولة فلسطينية قابلة للحياة وتنعم بالسلام وتساهم في تعزيز السلام والأمن في المنطقة، وشدّد على أن البديل من هذه الدولة هو صراع مطوّل يضغط على الجميع ويثير مخاطر متزايدة ويحرم شعوب الشرق الأوسط الأمن.

وقال إن فلسطين تعود للمواطنين الذين يعيشون فيها، وتساءل: "كيف يمكن أن يقبل الفلسطينيون أن يكون هناك مكان سيكون للدولة الفلسطينية [التي ستُقام] ويبني فيه الإسرائيليون مستوطنات؟".

وأشار إلى أن اتفاق السلام يعني أنه سيتضح للجميع أين هي فلسطين وأين هي إسرائيل، وينأى عن وضع يكون فيه حل يقوم على أساس دولة واحدة للشعبين.
وأوضح كيري أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية من دون إزالة المستوطنات، وموضوع إزالة المستوطنات سيحل في إطار المفاوضات، وستكون هناك دولة فلسطينية قابلة للحياة ويجب التعامل مع قضية المستوطنات مع تبادل جزء من الأراضي. وقال إنه على يقين من أنه بالإمكان إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة من خلال المفاوضات مع حماية أمن دولة إسرائيل، وأن زعماء الجانبين يدركون ما هو المطلوب منهم لتحقيق هذا الأمر.

وأشار إلى أن إطلاق الأسرى الفلسطينيين يعكس جدية رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وإلى أن البديل من عدم معاودة المفاوضات اندلاع انتفاضة ثالثة، وشدّد على أنه إذا لم تجد المفاوضات حلولاً للقضايا العالقة بين الجانبين ولم يتم المضي قدماً في طريق السلام ستندلع انتفاضة كهذه وستتفاقم عزلة إسرائيل في العالم وتزداد حملات نزع الشرعية عنها.

وأكد وزير الخارجية الأميركي أن دور الولايات المتحدة هو المساعدة في تحقيق السلام وجسر الهوة بين مواقف إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لكن على الجانبين أن يتفاوضا بشأن الحل، ولا يمكن أن يكون هناك سلام مفروض من أي جانب بل لا بُد من التوصل إلى سلام يتفق عليه الجانبان.

وتعهد كيري بأن تبقى الولايات المتحدة جزءاً من المفاوضات وتبذل كل ما في وسعها من أجل دفعها إلى الأمام، مؤكداً أن المهم حتى الآن هو أن زعماء الجانبين متفقون على ضرورة السعي لإيجاد حل، وعلى ضرورة أن يبدأ الشعبان التفكير بالسلام وأن يوقفا لغة التحريض.

تجدر الإشارة إلى أن كيري قرر أن يمدّد جولته الحالية يوماً واحداً، وسيعقد اليوم (الجمعة) اجتماعاً آخر مع رئيس الحكومة نتنياهو، وهو زار أمس (الخميس) العاصمة الأردنية عمان حيث عقد اجتماعاً مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، واجتماعاً آخر مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الثاني له خلال 24 ساعة.

وأشار كيري في سياق مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إلى أنه حصل تقدم ملموس في عدد من الموضوعات التي تمت مناقشتها خلال المفاوضات الحالية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

 

المزيد ضمن العدد 1773