· قدّم حاكم المصرف المركزي في إسرائيل ستانلي فيشر ترشحه رسمياً أمس لمنصب مدير عام صندق النقد الدولي محل دومينيك ستروس- كان الذي استقال في المدة الأخيرة من منصبه بعد إحالته على المحاكمة أمام القضاء الأميركي بتهمة التعدي الجنسي على خادمة في أثناء إقامته في فندق في نيويورك. ومن المنتظر أن تجري الانتخابات لرئاسة الصندوق في 20 حزيران/يونيو الحالي.
· وجاء في كتاب الترشح الذي قدمه فيشر ما يلي: "لقد بدأتُ في الفترة الأخيرة عامي السابع كحاكم لمصرف إسرائيل المركزي، وكانت مهمتي الأساسية خلال الفترة الأولى من ولايتي وضع قانون شامل عصري للبنك يتلاءم مع المعايير الدولية. واخترتُ هدفاً لولايتي الثانية تطبيق قانون بنك إسرائيل ومواصلة المساهمة في دعم الاقتصاد الإسرائيلي، لكني اليوم أمام فرصة استثنائية قد لا تتكرر للترشح لمنصب مدير عام صندوق النقد الدولي، فقررت بعد طول تردد تقديم ترشحي للمنصب".
· لا تبدو حظوظ فيشر في الفوز كبيرة، لكن تقديم ترشحه يدل على رغبته في تولي أحد أهم المناصب الاقتصادية على المستوى الدولي، وعلى اعتقاده أنه قادر على الفوز بالمنصب، إذ سبق أن حصل على تأييد أهم الصحافيين الاقتصاديين في العالم. لكن المشكلة الأساسية التي سيواجها فيشر هي مسألة العمر، فهو في السابعة والستين من عمره، بينما يفرض القانون الداخلي للصندوق ألاّ يتعدى عمر المدير العام الخامسة والستين.
· على صعيد آخر جاء في الملحق الاقتصادي (The Marker) في صحيفة "هآرتس" (في 13/6/2011) أن فيشر حصل، قبل أن يتقدّم بترشحه للمنصب، على مؤشرات تدل على إمكان فوزه. وذكرت مصادر في المصرف المركزي في إسرائيل، أن الوصول إلى منصب رئاسة صندوق النقد الدولي كان حلم حياة فيشر، ويجب التعامل بإيجابية مع قراره حتى لو كانت فرصه في الفوز ضعيفة.
· ومنذ تأسيس صندوق النقد الدولي في سنة 1946 يتولى رئاسته أوروبي ويكون نائب الرئيس أميركياً، بينما يتولى رئاسة البنك الدولي أميركي ويكون نائب الرئيس أوروبياً. وفي حال استمر هذا الترتيب، فإن ثمة احتمالاً كبيراً بأن تفوز بالمنصب وزيرة المال الفرنسية كريستين لاغارد، المرشحة الأوروبية الوحيدة.
· في سنة 2007 حاول فيشر، الذي شغل خلال السنوات 1994- 2001 منصب نائب مدير الصندوق الدولي، الترشح لمنصب المدير العام كمندوب عن إفريقيا (فيشر من مواليد روديسيا التي هي حالياً زامبيا)، لكنه تراجع عن ذلك بعد التأييد الجارف الذي حظي به دومينيك ستروس - كان. وتملك الولايات المتحدة 17٪ من مجموع أصوات المقترعين في الصندوق، بينما تملك الدول الأوربية نحو 33 ٪. وحتى الآن ضمنت لاغارد أصوات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى جانب دول أوروبية متعددة وبعض الدول الإفريقية، وهي تحاول الحصول على تأييد الولايات المتحدة، لكنها خلال الجولة التي قامت بها في آسيا اصطدمت برفض الهند.
· ثمة تقدير أن الدول الإسلامية والعربية ودول العالم الثالث ستعارض ترشح فيشر بسبب عدائها لإسرائيل. والمعلوم أن فيشر ظل محتفظاً بجنسيته الأميركية إلى جانب جنسيته الإسرائيلية التي حصل عليها قبل ستة أعوام.