· يبدو لي أن ثمة ثلاثة دروس رئيسية يمكن أن نستخلصها من موجة الثورات الشعبية التي اجتاحت العالم العربي في الآونة الأخيرة وما زالت تجتاحه.
· الدرس الأول هو أنه لا فائدة ترجى من مطالبة الأنظمة العربية بإجراء "إصلاحات"، ذلك بأن الإصلاح الأهم المطلوب من الرئيس السوري بشار الأسد، مثلاً، هو أن يقدّم نفسه إلى المحاكمة، وبالتأكيد فإنه لن يقدم على ذلك مطلقاً، فضلاً عن أن هذه الإصلاحات يمكن أن تكون أداة ناجعة للحفاظ على الأنظمة القديمة لا للقضاء عليها. بناء على ذلك فإن المطلوب في الأساس هو ديمقراطية كاملة تؤدي إلى نشوء سلطة متعددة الأحزاب، وإلى إجراء انتخابات حرة، وإلى إنشاء جهاز قضائي مستقل، وإلى فرض احترام حقوق الإنسان من خلال سن قوانين أساسية.
· الدرس الثاني هو أن الدولة العربية المقبلة المرشحة لأن تندلع ثورة فيها (بعد كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية) يمكن أن تكون تلك التي لا يوجد توقعات كبيرة بشأن إمكان اندلاع ثورة فيها، مثل الأردن. لذا، من المنطقي أن يجري العاهل الأردني عبد الله الثاني مزيداً من الإصلاحات ويقيم مزيداً من "لجان الحوار الوطني"، ولكن من الممكن ألاّ تؤدي هذه الخطوات كلها إلى تهدئة الجمهور الأردني العريض.
· الدرس الثالث هو أنه على الرغم من مرور نحو 33 عاماً على انتصار ثورة الخميني [الثورة الإسلامية] في إيران فإنها لم تعد تملك أي تأثير في شعوب الشرق الأوسط، التي ليس من المبالغة القول إنها ترفض نموذج هذه الثورة، كما أن زعماء إيران أنفسهم باتوا يعيشون في خوف دائم من غضب جمهورهم.
· وبالنسبة إلى إسرائيل يبدو أنه حان الوقت كي تفكر فيما سيحدث في الشرق الأوسط، وكيف سيكون عندما تجري انتخابات حرة في معظم الدول العربية – الإسلامية تسفر عن إقامة حكومات ائتلافية. وأسمح لنفسي أن أتوقع أن يكون هذا الأمر حتمياً. وعلى حد علمي فإن المسؤولين في القدس لا يبذلون أي جهد أو تفكير بشأن بلورة السياسة الخارجية التي يجب أن تتبعها إسرائيل في المستقبل.