على إسرائيل أن تتخذ موقفاً مما يجري في سورية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

·       اختار عشرات الملايين من الأتراك الذين توجهوا أمس إلى صناديق الاقتراع رجب طيب أردوغان مرة أخرى رئيساً للحكومة لولاية جديدة، وبذلك يكون أردوغان ضمن لنفسه السلطة والقوة، إلاّ إن سقوط بشار الأسد الذي يلوح في الأفق من شأنه أن يعيد خلط الأوراق التي لديه، إذ كان من السهل على تركيا في ظل حكم أردوغان أن تكون جسراً بين سورية والغرب، لكن في ظل المذبحة التي يرتكبها الأسد في حق شعبه، ومع تدفق اللاجئين إلى تركيا، اضطر أردوغان إلى الوقوف مع الأغلبية السنية في سورية. فقد أدرك رئيس الحكومة التركية أن بلده لا يستطيع أن يتجاهل ما يجري بالقرب منه.

·       تعيش في سورية أقلية كردية تقدر بنحو مليون نسمة، وكانت حتى وقت قريب تشكل مشكلة جدية بالنسبة إلى أنقرة. كذلك شهدت العلاقات التركية مع دمشق عبر التاريخ نزاعاً على السيطرة والنفوذ الإقليميين. وكما حدث في الماضي عندما وقفت الإمبراطوية العثمانية وجهاً لوجه ضد الإمبراطورية الصفوية التي كان مركزها إيران، يقف اليوم أيضاً الإيرانيون وجهاً لوجه في مواجهة الأتراك في الأزمة السورية. فقد فتحت تركيا حدودها للاجئين من سورية الذين يتحدثون عن قوات إيرانية تساعد السوريين في قمع التظاهرات.

·       في المقابل تلزم إسرائيل الصمت، ويسود اعتقاد أن سقوط الأسد سيؤدي إلى صعود نظام متطرف وأكثر عداء لها، ومن هنا يجب تجنب تأييد المتظاهرين ضد الأسد.

·       إن هذه السياسة هي سياسة خاطئة ومضرة، وتستند إلى قراءة غير صحيحة للخريطة السياسية. فبالنسبة إلى إسرائيل كان الأسد الابن سيئاً جداً. صحيح أن والده سفك كثيراً من دمائنا في لبنان، لكن بشار الأسد هو الذي سمح لطهران بالسيطرة على لبنان وتحويل حدودنا الشمالية من موضوع مزعج إلى خطر استراتيجي.

·       إن الأعوام الأحد عشر لحكم الأسد أثبتت أنه زعيم ضعيف، وأنه حوّل سورية إلى بلد تابع لإيران. صحيح أن السوريين لم يحبوا حافظ الأسد، لكنه حافظ على الأقل على كرامة سورية وبنى لها مركزها في العالم العربي، وفي المقابل يتلقى بشار الأسد التعليمات من طهران وحتى من حزب الله.

·       لقد تحدث الجنود السوريون الذين انشقوا عن الجيش عن أوامر إيرانية بإطلاق النار على المحتجين، كما أن الأسد خرق في خضم الأزمة التي يتخبط فيها الهدوء المتفق بشأنه في الجولان، فجرت تظاهرتان للفلسطينيين، بتشجيع من النظام في دمشق، على الحدود مع إسرائيل، وذلك في محاولة لتحويل الانتباه عن أعمال القتل التي تجري في المدن السورية.

·       يجب أن تدفع سورية ثمن هذا الاستفزاز، وعلى إسرائيل أن توضح لها أن تدخلها في مسائل إسرائيل الداخلية سيلحق ضرراً بمصالحها.

·       إن قيام إسرائيل بتحديد موقفها مما يجري في سورية من شأنه أن يوضح لدول المنطقة أنها تعتبر نفسها جزءاً من الشرق الأوسط.

·       يجب عدم السكوت على عمليات القتل الجماعي التي تحصل اليوم في سورية، ويتعين على إسرائيل أن تساعد علناً او سراً المعارضة السورية المنتشرة في كل أنحاء العالم، والأهم من هذا يجب عدم السماح للمصادر غير الرسمية بالقيام بمحاولات وساطة دفاعاً عن الديكتاتور السوري. ليس في إمكان إسرائيل الوقوف مع الأسد بينما هو يذبح شعبه، ويجلب الإيرانيين إلى جنوب لبنان، ويحرض على أعمال العنف في الجولان. إن أي نظام يأتي مكانه سيكون أفضل منه بالنسبة إلى الشعب السوري والشرق الأوسط وإسرائيل أيضاً.