إحباط في الإدارة الأميركية: موقف نتنياهو يجعل من الصعب إفشال مبادرة أيلول/سبتمبر
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قال مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية في الأيام القليلة الفائتة إنهم يشعرون بالإحباط بسبب سلوك رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي يجعل جهودهم المبذولة من أجل كبح المبادرة الفلسطينية الرامية إلى اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بدولة فلسطينية مستقلة تُقام في حدود 1967 في أيلول/ سبتمبر المقبل صعبة للغاية.

من ناحية أخرى علمت صحيفة "هآرتس" بأن المسؤولين في واشنطن يمارسون ضغوطاً شديدة على نتنياهو لقبول استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين على أساس الخطة التي تضمنها خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما في 19 أيار/ مايو الفائت.

وزار المحامي يتسحاق مولخو، المبعوث الخاص لرئيس الحكومة الإسرائيلية، واشنطن الأسبوع الفائت وتسلم اقتراحاً أميركياً يدعو إلى استئناف المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية على أساس ما ورد في خطاب أوباما المذكور، أي على أساس حل يستند إلى حدود 1967 مع تبادل أراض متفق عليها وترتيبات أمنية وإرجاء باقي الموضوعات الجوهرية إلى وقت لاحق. وقد نُقل الاقتراح في الوقت نفسه إلى صائب عريقات، أحد كبار مساعدي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وأكد الجانب الفلسطيني استعداده للتجاوب معه.

وقال مصدر دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى اطلع على مضمون المحادثات التي أجراها مولخو في واشنطن إن هذه المحادثات لم تسفر عن أي نتيجة عملية، وإن المسؤولين الأميركيين لم يحصلوا من مبعوث نتنياهو على أي شيء جديد. ومن المتوقع أن يقوم الدبلوماسي الأميركي ديفيد هيل، الذي حل محل المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، هذا الأسبوع، بزيارة لإسرائيل والسلطة الفلسطينية يلتقي خلالها كلا من مولخو وعريقات.

وأكد مصدر سياسي إسرائيلي لديه صالات وثيقة مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية ومع المقربين من رئيس الحكومة الإسرائيلية أن المسؤولين في البيت الأبيض يشعرون بالإحباط بسبب سلوك نتنياهو، وأن عدداً منهم قال أشياء قاسية بحقّه. ونقل هذا المصدر الذي رفض الكشف عن هويته عن بعض هؤلاء المسؤولين قوله: "إن نتنياهو يطلب منا أن ندافع عنه في أيلول/ سبتمبر المقبل، لكنه لا يوفر لنا أي وسائل لمساعدته". فضلاً عن ذلك فإن الخطاب الذي ألقاه رئيس الحكومة في الكونغرس الأميركي [في 24 أيار/ مايو الفائت] تسبب بفشل الرئيس أوباما في تجنيد زعماء كل من فرنسا وبريطانيا لمعارضة الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية مستقلة في أيلول/ سبتمبر المقبل.

ويبدو أن فشل زيارة مولخو لواشنطن جعلت البيت الأبيض يمارس ضغوطاً شديدة على نتنياهو، غير أن المسؤولين في ديوان رئيس الحكومة نفوا أن تكون هناك أي ضغوط كهذه.