علينا ممارسة ضبط النفس مع سورية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       تمر سورية في أزمة عميقة، إذ يواجه النظام هناك أحد أصعب التهديدات في تاريخه. فالشعب السوري المطيع والخنوع لم يعد مستعداً لتحمل سياسة القمع العنيف التي مارستها عائلة الأسد، وهو يتطلع إلى تحقيق ما حققه الشعبان المصري والتونسي، ومن أجل ذلك هو مستعد للقتال كما يقاتل الشعب الليبي. وقد فاجأ هذا كله النظام السوري الذي ما زال يؤمن بأن الاستخدام الوحشي للسلاح والتعذيب والترهيب سينجح في تهدئة الناس.

·     وعلى عكس ما جرى مع مصر وليبيا، قررت الدول الغربية الرد على ما يجري في سورية ببطء وبحذر، ومن خلال وسائل الضغط الدبلوماسية والعقوبات والإدانة الدولية. وسبب هذا الحذر الدولي هو عدم وجود بديل واضح للنظام السوري مثل مؤسسات الحكم في مصر، ولأن سورية أكثر أهمية من ليبيا، وما زال الغرب يعتبر سورية دولة قادرة على كبح حزب الله، وتحديد حجم التدخل الإيراني في لبنان، ومساعدة الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب في العراق. ويشكل هذا كله اعتبارات أساسية بالنسبة إلى الغرب الذي ما زال يأمل بأن يوافق الأسد على القيام بإصلاحات مهمة، وألاّ يضطر إلى التنحي عن منصبه.

·       يتعيّن على إسرائيل ألاّ تنتهج سياسة تختلف عن السياسة التي تنتهجها الآن دول الغرب، ومَن يعتقد أن الأزمة في سورية تشكل فرصة من أجل "تغيير واقع الحال" عليه ألاّ تخدعه الأوهام الخطرة، وخصوصاً في هذه الأيام التي تحيي فيها إسرائيل ذكرى مرور 29 عاماً على غزوها لبنان [عملية سلامة الجليل سنة 1982] الذي كان هدفه أيضاً تغيير واقع الحال في دولة أخرى.

·       علاوة على ذلك، لا يحق لإسرائيل أن تدين الآخرين، وهي دولة محتلة استخدمت السلاح وتستخدمه ضد المواطنيين الفلسطينيين في المناطق وداخل إسرائيل. لذا، على إسرائيل أن تراقب عن كثب ما يحدث في سورية، وأن تدرس السيناريوهات المحتملة لمستقبل هذا البلد، وأن تضع سياسة يمكن أن تكون مقبولة من جانب أي نظام سوري ومن جانب سائر دول المنطقة. وإذا أرادت إسرائيل تغيير واقع الحال في المنطقة، عليها أن تبدأ بتبني المبادرة الرامية إلى دفع المفاوضات مع الفلسطينيين إلى الأمام.