داغان أظهر الحقيقة كما هي
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       إن أهم ما كشفت عنه الضجة الكبيرة التي أثيرت بشأن التصريحات التي أدلى بها رئيس جهاز الموساد السابق مئير داغان الأسبوع الفائت [والتي عارض في سياقها شن أي هجوم عسكري إسرائيلي على إيران، واتهم فيها القيادة الإسرائيلية الحالية بانعدام المسؤولية والفشل في طرح رؤية سياسية بعيدة المدى] والتي وصلت إلى حدّ المطالبة بمحاكمته، هو أن ساستنا في معظمهم لا يرغبون في إيجاد حلول حقيقية للمشكلات العويصة التي تواجهها إسرائيل، وإنما يرغبون في أن يتبنى الجميع وجهات نظرهم، ولذا فإن أي تحليل للوضع ينأى عن وجهات النظر هذه يعتبر في رأيهم بمثابة تهديد.

·       في إطار مثل هذا التفكير فإن هؤلاء الساسة يبحثون في الآونة الأخيرة عن رئيس أميركي يوافق على وجهات نظرهم، لا لأن هذه الموافقة ربما تساعدنا في إيجاد حلول للمشكلات وإنما لأن انعدامها سيلزمنا أن نفكر بعمق.

·       لا بُد من القول إن اليسار في إسرائيل أيضاً لا يبدي أي إشارات إلى أنه يفكر بعمق في هذه المشكلات، وذلك لأن ما يشغله أكثر من أي شيء آخر هو السعي نحو العودة إلى السلطة لا أكثـر.

·       بناء على ذلك فإن ما يميّز داغان هو أنه أظهر الحقيقة كما هي، من دون أن يتملق أحداً، ومن دون أن يسم نفسه بوسم اليمين أو اليسار، وبوسم الليكود أو كاديما أو العمل. وبطبيعة الحال فإننا قد لا نتفق مع ما قاله كله، لكن لا مناص من مناقشته والإنصات إليه، خصوصاً وأنه شغل على مدار الأعوام السبعة الفائتة منصباً حساساً أتاح له الإطلاع المباشر على الكثير من المعارف والمعلومات الضرورية لاتخاذ القرارات الاستراتيجية الحاسمة المتعلقة بالقضايا الجوهرية الماثلة أمام إسرائيل.